موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- مِن أقوالِ السَّلفِ والعُلَماءِ


- قال عليُّ بنُ أبي طالِبٍ رضِي اللهُ عنه: (ليس الخيرُ أن يكثُرَ مالُك وولدُك، ولكنَّ الخيرَ أن يكثُرَ عِلمُك، ويعظُمَ حِلمُك، وأن تُباهيَ النَّاسَ بعِبادةِ ربِّك، فإن أحسَنْتَ حمِدْتَ اللهَ، وإن أسأْتَ استغفَرْتَ اللهَ) [3685] رواه الدارقطني في ((المؤتلف والمختلف)) (2/1062)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/75) واللفظ له، والبيهقي في ((الزهد الكبير)) (276). .
- وقال عُمرُ: (أيَّتُها الرَّعيَّةُ، إنَّ لنا عليكم حقًّا: النَّصيحةَ بالغَيبِ، والمُعاوَنةَ على الخيرِ، وإنَّه ليس مِن شيءٍ أحَبَّ إلى اللهِ وأعَمَّ نَفعًا مِن حِلمِ إمامٍ ورِفقِه، وليس شيءٌ أبغَضَ إلى اللهِ مِن جَهلِ إمامٍ وخُرْقِه) [3686] رواه هناد في ((الزهد)) (2/602) واللفظ له، والطبري في ((التاريخ)) (4/224). .
- وقال رضِي اللهُ عنه: (تعلَّموا العِلمَ، وتعلَّموا للعِلمِ السَّكينةَ والحِلمَ) [3687] رواه وكيع في ((الزهد)) (ص: 538) رقم (275)، وآدم بن أبي إياس في ((العلم والحلم)) (93)، وأحمد في ((الزهد)) رواية عبد الله  (ص: 230) رقم (630)، والدينوري في ((المجالسة)) (4/ 39) رقم (1197)، والآجري في ((فرض طلب العلم)) (ص: 139) رقم (48)، والبيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (539)، والخطيب في ((الجامع)) (41). .
- وقال ابنُ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه: (وينبغي لحامِلِ القرآنِ أن يكونَ باكِيًا محزونًا حليمًا سَكينًا، ولا ينبَغي لحامِلِ القرآنِ أن يكونَ جافيًا ولا غافِلًا ولا صخَّابًا ولا ضاحِكًا ولا حديدًا) [3688] رواه ابن أبي شيبة (36734)، وأحمد في ((الزهد)) (892) واللفظ له، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/130) .
- وقال مُعاوِيةُ بنُ أبي سُفيانَ رضِي اللهُ عنهما: (لا يبلُغُ الرَّجلُ مَبلَغَ الرَّأيِ حتَّى يغلِبَ حِلمُه جَهلَه، وصبرُه شَهوتَه، ولا يبلُغُ ذلك إلَّا بقوَّةِ الحِلمِ) [3689] رواه معمر في ((الجامع)) (9/ 53) رقم (20214) وابن أبي الدنيا في ((الحلم)) (13)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (59/184). .
- وسُئِل عَمرُو بنُ الأهتَمِ: (أيُّ الرِّجالِ أشجَعُ؟ قال: مَن ردَّ جَهلَه بحِلمِه) [3690] رواه ابن أبي الدنيا في ((الحلم)) (22). .
- وقال مُعاوِيةُ بنُ أبي سُفيانَ لعَرَابةَ بنِ أَوسٍ: (بِمَ سُدْتَ قومَك؟ قال: كنْتُ أحلُمُ عن جاهِلِهم، وأُعطي سائِلَهم، وأسعى في حوائِجِهم) [3691] رواه ابن أبي الدنيا في ((الحلم)) (39). .
- وقال أيضًا: (عليكم بالحِلمِ والاحتِمالِ حتَّى تُمكِنَكم الفُرصةُ، فإذا أمكنَتكم فعليكم بالصَّفحِ والإفضالِ) [3692] ذكره الغزالي في ((إحياء علوم الدين)) (3/184). .
- وعن أبي الدَّرداءِ قال: (ليس الخيرُ أن يكثُرَ مالُك وولدُك، ولكنَّ الخيرَ أن يعظُمَ حِلمُك، ويكثُرَ عِلمُك، وأن تُناديَ النَّاسَ في عِبادةِ اللهِ، فإذا أحسَنْتَ حمِدْتَ اللهَ، وإذا أسأْتَ استغفَرْتَ اللهَ) [3693] رواه ابن أبي شيبة (35727)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/212)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (47/158). .
- وقال عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما: (نحن -مَعشَرَ قُرَيشٍ- نعُدُّ الحِلمَ والجودَ السُّؤدُدَ) [3694] ذكره ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (2/215). .
- وقال عبدُ الملِكِ لرجُلٍ مِن قُرَيشٍ: (إنَّا نعُدُّ الحِلمَ وإعطاءَ المالِ سُؤدُدًا) [3695] ((إصلاح المال)) لابن أبي الدنيا (ص: 343) رقم (147). .
- وقال الحَسنُ البَصريُّ: (اطلُبوا العِلمَ وزيِّنوه بالوَقارِ والحِلمِ) [3696] ذكره الغزالي في ((إحياء علوم الدين)) (3/178). .
- وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (دِعامةُ العقلِ الحِلمُ، وجِماعُ الأمرِ الصَّبرُ، وخيرُ الأمورِ العَفوُ) [3697]رواه ابن أبي الدنيا في ((الحلم)) (16). .
- وعن رجاءِ بنِ أبي سَلَمةَ قال: (الحِلمُ خَصلةٌ مِن خِصالِ العقلِ) [3698]رواه ابن أبي الدنيا في ((الحلم)) (6/ 562) رقم (5). ؛ لذا قيل: (العاقِلُ هو مَن يغلِبُ حِلمُه جَهلَه) [3699] ((العقل وفضله)) لابن أبي الدنيا (ص: 42). .
- وقال مُحمَّدُ بنُ عليٍّ رضِي اللهُ عنهما: (مَن حلُم وقى عِرضَه، ومَن جادت كَفُّه حسُن ثناؤُه، ومَن أصلَح مالَه استغنى، ومَن احتمَل المكروهَ كثُرَت محاسِنُه، ومَن صبَر حُمِد أمرُه، ومَن كظَم غَيظَه فشا إحسانُه، ومَن عفا عن الذُّنوبِ كثُرَت أياديه، ومَن اتَّقى اللهَ كفاه ما أهَمَّه) [3700] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه الأندلسي (1/181). .
- وعن مُعاوِيةَ بنِ قرَّةَ قال: (مكتوبٌ في الحِكمةِ: لا تُجالِسْ بحِلمِك السُّفَهاءَ، ولا تُجالِسْ بسَفَهِك الحُلَماءَ) [3701] رواه ابن أبي الدنيا في ((الحلم)) (ص: 51) رقم (59)، ((الحلية)) لأبي نعيم الأصبهاني (2/ 301). .
-  وعن الحَسنِ قال: (المُؤمِنُ حليمٌ لا يجهَلُ وإن جُهِل عليه، حليمٌ لا يظلِمُ، وإن ظُلِم غفَر، لا يقطَعُ، وإن قُطِع وصَل، لا يبخَلُ، وإن بُخِل عليه صبَر) [3702] رواه ابن أبي الدنيا في ((الحلم)) (ص: 53) رقم (61)، ((شعب الإيمان)) للبيهقي (9/ 116) رقم (6347). .
- وقال وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ: (العِلمُ خليلُ المُؤمِنِ، والحِلمُ وزيرُه، والعَقلُ دليلُه، والعَملُ قيمتُه، والصَّبرُ أميرُ جُنودِه، والرِّفقُ أبوه، واللِّينُ أخوه) [3703]رواه ابن شاهين في ((الترغيب في فضائل الأعمال)) (249)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (63/388). وبنحوه روي عن بكر بن خنيس يُنظر: ((المعجم)) لابن المقرئ (ص: 228) رقم (731). .
- وقال عَطاءُ بنُ يَسارٍ [3704] ((السنن)) لسعيد بن منصور (4/ 42) رقم (5647)، ((المسند)) للدارمي (1/ 411) رقم (593)، ((التاريخ)) لابن أبي خيثمة - السفر الثالث (2/ 152) رقم (2165)، ((المدخل)) للبيهقي (2/ 738) رقم (1613). ، وحَبيبُ بنُ حَجْرٍ [3705] ((الزهد)) لعبد الله بن المبارك - رواية المروزي (ص: 470) رقم (1336)، ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/ 396)، ((المجالسة)) للدينوري (8/ 26) رقم (3322). ، وسُلَيمانُ بنُ موسى [3706] ((المصنف)) لابن أبي شيبة (5/ 238) رقم (25624). : (ما أوى شيءٌ إلى شيءٍ أزيَنُ مِن حِلمٍ إلى عِلمٍ).
- (وقال سفيانُ: ما تقلَّد امرؤٌ قلادةً أحسنَ مِن حِلمٍ، فهو محمودٌ عاجلُه وآجلُه) [3707] ((محاضرات الأدباء)) للراغب (1/ 276). .
- و(أوصَى عبدُ الملكِ بنُ صالحٍ ابنًا له، فقال: (أيْ بنيَّ، احلُمْ؛ فإنَّ مَن حلُم ساد، ومَن تفهَّم ازداد...) [3708] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (3/ 306). .
- وقال شبيبُ بن شيبةَ: (مَن سمِع كلمةً يكرهُها فسكَت انقطَع عنه ما يكرهُه، وإنْ أجاب سمِع أكثرَ ممَّا يكرهُ) [3709] ((تاريخ بغداد)) للخطيب (10/ 380). .
- وقال الأحنَفُ لرجُلٍ سأله ما الحِلمُ؟ فقال: هو الذُّلُّ تصبِرُ عليه [3710] ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (24/ 330). ، قال أبو هِلالٍ العَسكَريُّ: (أجمَعُ كلماتٍ سمِعْناها في الحِلمِ ما سمعْتُ عمَّ أبي يقولُ: الحليمُ ذليلٌ عزيزٌ، وذلك أنَّ صورةَ الحليمِ صورةُ الذَّليلِ الذي لا انتِصارَ له، واحتِمالُ السَّفهِ والتَّغافُلِ عنه في ظاهِرِ الحالِ ذُلٌّ، وإن لم يكنْ به) [3711] ((ديوان المعاني)) (1/ 133). .
- وقال أبو هِلالٍ العَسكَريُّ: (ومِن أشرَفِ نُعوتِ الإنسانِ أن يُدعى حليمًا؛ لأنَّه لا يُدعاه حتَّى يكونَ عاقِلًا، وعالِمًا، ومُصطبِرًا مُحتسِبًا، وعفُوًّا، وصافِحًا، ومُحتمِلًا وكاظِمًا، وهذه شرائِفُ الأخلاقِ، وكرائِمُ السَّجايا والخِصالِ) [3712] ((ديوان المعاني)) (1/ 135). .        
- وقال ابنُ حبَّانَ: (إنَّ مِن نَفاسةِ اسمِ الحِلمِ وارتِفاعِ قَدرِه أنَّ اللهَ جلَّ وعلا تسمَّى به) [3713] ((روضة العقلاء)) (ص: 209). .
- وقال ابنُ تيميَّةَ: (وكمالُ الشَّجاعةِ هو الحِلمُ) [3714] ((مجموع الفتاوى)) (15/ 432). .
وقال أيضًا: (دَرَجةُ الحِلمِ والصَّبرِ على الأذى والعفوِ عن الظُّلمِ أفضَلُ أخلاقِ أهلِ الدُّنيا) [3715] ((الصارم المسلول)) لابن تيمية (ص: 234).
- وعن العَتَّابيِّ قال: (الحِلمُ معُاوِنُ السَّلامةِ، ومُفارِقُ الملامةِ) [3716] ((سنن الصالحين)) للباجي (ص: 416). .
- وقال عيسى بنُ دينارٍ: (كتَب بعضُ أهلِ العِلمِ إلى رجُلٍ مِن إخوانِه: اعلَمْ أنَّ الحِلمَ لِباسُ العِلمِ، فلا تَعرَيَنَّ منه) [3717] ((سنن الصالحين)) للباجي (ص: 417). .
- وعن طاوسٍ قال: (ما جُعِل العِلمُ -أو ما حُمِل العِلمُ- في مِثلِ جِرابِ حِلمٍ) [3718] ((تاريخ بغداد)) للخطيب (3/ 322). .
- عن الفُضَيلِ بنِ عِياضٍ قال: (كان يُقالُ: مِن أخلاقِ الأنبِياءِ والأصفياءِ الأخيارِ الطَّاهِرةِ قُلوبُهم خلائِقُ ثلاثةٌ: الحِلمُ، والإنابةُ، وحَظٌّ مِن قِيامِ اللَّيلِ) [3719] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 95). .
- وقال العِزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ: (الحليمُ هو الذي لا يَعجَلُ بعُقوبةِ المُذنِبينَ؛ فاحلُمْ عن كُلِّ مَن آذاك وظلَمك، وسبَّك وشتَمك؛ فإنَّ مولاك صبورٌ حليمٌ، بَرٌّ كريمٌ، يقبَلُ التَّوبةَ عن عِبادِه، ويعفو عن السَّيِّئاتِ، ويعلَمُ ما تفعَلونَ) [3720] ((شجرة المعارف والأحوال)) (ص: 39). .
- وقال الأصمَعيُّ: (يجتمِعُ عَشَرةُ آلافٍ فيهم ألفُ مُقاتِلٍ أو أكثَرُ، ويجتمِعُ ألفٌ ليس فيهم حليمٌ) [3721] ((المجالسة)) للدينوري (8/ 33) رقم (3332). .


انظر أيضا: