موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- مِن السُّنَّةِ النَّبويَّةِ


1- قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأشَجِّ عبدِ القيسِ: ((إنَّ فيك لَخَصلتَينِ يُحبُّهما اللهُ: الحِلمُ والأناةُ)) [3674] أخرجه مسلم (18) من حديث أبي سعيدٍ الخدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه. .
قولُه: ((الحِلمُ والأناةُ))، (الحِلمُ): تأخيرُ مُكافأةِ مَن ظلَمك، هذا هو الأصلُ، ويُستعمَلُ في العَفوِ عن الذَّنبِ [3675] ((المفاتيح في شرح المصابيح)) (5/ 244). . وقيل: الحِلمُ هنا هو العَقلُ [3676] شرح النووي على مسلم (1/ 189). .
ودلَّ الحديثُ على التَّرغيبِ في التَّخلُّقِ بهاتَينِ الخَصلتَينِ (الحِلمِ والأناةِ) لمحبَّةِ اللهِ تعالى لهما.
2- وعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليس الشَّديدُ بالصُّرَعةِ، إنَّما الشَّديدُ الذي يملِكُ نَفسَه عندَ الغَضبِ)) [3677] أخرجه البخاري (6114)، ومسلم (2609). .
وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: (في هذا الحديثِ مِن الفِقهِ: فَضلُ الحِلمِ، وفيه دليلٌ على أنَّ الحِلمَ: كِتمانُ الغيظُ، وأنَّ العاقِلَ مَن ملَك نَفسَه عندَ الغضبِ؛ لأنَّ العقلَ في اللُّغةِ: ضبطُ الشَّيءِ وحَبسُه منه) [3678] ((التمهيد)) (6/322). .
3- وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لِيَلِني منكم أولو الأحلامِ والنُّهى)) [3679] أخرجه مسلم (432) مطوَّلًا من حديثِ أبي مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه. .
(أي: ذَوو الألبابِ والعُقولِ، واحِدُها: حِلمٌ بالكَسرِ، فكأنَّه مِن الحِلمِ: الأناةُ والتَّثبُّتُ في الأمورِ، وذلك مِن شعائِرِ العُقلاءِ، وواحِدُ النُّهى: نُهْيةٌ بالضَّمِّ، سُمِّي العقلُ بذلك؛ لأنَّه ينهى صاحِبَه عن القبيحِ) [3680] ((حاشية على سنن النسائي)) للسيوطي (2/ 87، 88). .
4- عن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ رضِي اللهُ عنه، قال: (كنْتُ أضرِبُ غُلامًا لي، فسمعْتُ مِن خَلفي صوتًا: اعلَمْ أبا مسعودٍ، لَلَّهُ أقدَرُ عليك منك عليه) [3681] أخرجه مسلم (1659). مُحرِّضًا له على التَّحلُّمِ والصَّفحِ وتَركِ مُكافأةِ الجاهِلِ، فالمعنى: لَلَّهُ أقدَرُ عليك بالعُقوبةِ مِن قُدرتِك على ضَربِه، ولكنَّه يحلُمُ إذا غضِب، وأنت لا تقدِرُ على الحِلمِ والعفوِ عنه إذا غضِبْتَ [3682] ((شرح سنن أبي داود)) لابن رسلان (19/ 453). !
5- عن عائِشةَ رضِي اللهُ عنها، قالت: (وما انتقَم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لنَفسِه، إلَّا أن تُنتهَكَ حُرمةُ اللهِ، فينتقِمَ للهِ بها) [3683] أخرجه البخاري (3560) واللفظ له، ومسلم (2327). ، في هذا الحديثِ الحَثُّ على العفوِ والحِلمِ واحتِمالِ الأذى [3684] ((شرح مسلم)) للنووي (15/ 84). .

انظر أيضا: