موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- حِكمةُ لُقمانَ رَضِيَ اللهُ عنه


قال اللهُ تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ثمَّ حكى اللهُ بعضَ وصاياه لابنِه، فقال: وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ * وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ * يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ * وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان: 13 - 19] .
قال أبو منصورٍ الثَّعالبيُّ: (قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ [لقمان: 12] ، وحكى عنه مواعِظَه ووصاياه لابنِه، ونسَب إليه سورةً من كتابِه. فما الظَّنُّ بمن ثبَّت اللهُ له حِكمتَه، وارتضى كلامَه، أليس حقيقًا أن يُضرَبَ به المثَلُ؟!
ولم يكُنْ لُقمانُ نبيًّا في قولِ أكثَرِ النَّاسِ...
ومن محاسِنِ مواعِظِه لابنِه قَولُه له: (يا بُنَيَّ، بِعْ دُنياك بآخرتِك تربَحْهما جميعًا.
 يا بُنَيَّ، إيَّاك وصاحِبَ السُّوءِ؛ فإنَّه كالسَّيفِ يحسُنُ منظَرُه ويَقبُحُ أثَرُه.
 يا بُنَيَّ، لا تكُنِ النَّملةُ أكيَسَ منك؛ تجمَعُ في صيفِها لشتائِها.
 يا بُنَيَّ، لا يكُنِ الدِّيكُ أكيَسَ منك؛ ينادي بالأسحارِ وأنت نائمٌ.
 يا بُنَيَّ، إيَّاك والكَذِبَ؛ فإنَّه أشهى من لحمِ العُصفورِ.
 يا بُنَيَّ، إنَّ اللهَ تعالى يحيي القلوبَ الميتةَ بنورِ الحِكمةِ كما يحيي الأرضَ بالمطَرِ.
 يا بُنَيَّ، لا تَقرَبِ السُّلطانَ إذا غَضِب، والنَّهرَ إذا مَدَّ.
 يا بُنَيَّ، اتَّخِذْ تقوى الله بضاعةً تأتِك الأرباحُ من غيرِ تجارةٍ.
 يا بُنَيَّ، شاوِرْ مَن جَرَّب الأمورَ؛ فإنَّه يعطيك من رأيِه ما قام عليه بالغلاءِ، وأنت تأخُذُه بالمجانِّ.
 يا بُنَيَّ، كذَبَ من قال: إنَّ الشَّرَّ يُطفَأُ بالشَّرِّ، فإن كان صادِقًا فليوقِدْ نارينِ، ثمَّ ليَنظُرْ هل تُطفَأُ إحداهما بالأخرى؟! وإنَّما يُطفئُ الخيرُ الشَّرَّ كما يطفئُ الماءُ النَّارَ) [3607] ((ثمار القلوب في المضاف والمنسوب)) (ص: 124، 125). .

انظر أيضا: