موسوعة الأخلاق والسلوك

ثالثًا: فوائدُ الحِكمةِ


1- من فوائدِ الحِكمةِ أنَّها طريقٌ إلى معرفةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، موصِلةٌ إليه، مقرِّبةٌ منه.
2- أنَّها سمةٌ من سماتِ الأنبياءِ والصَّالحين، وعلامةٌ للعُلَماءِ العامِلين، ومزيَّةٌ للدُّعاةِ المُصلِحين.
3- من أهمِّ فوائِدِ الحِكمةِ، الإصابةُ في القَولِ والسَّدادُ في العَمَلِ.
فالحِكمةُ تدعو صاحِبَها للعَمَلِ على وَفقِ الشَّرعِ، فيصيبُ في القولِ والفِعلِ والتَّفكيرِ، ويسيرُ على هدًى وبصيرةٍ. قال أبو القاسِمِ الجُنَيدُ بنُ محمَّدٍ، وقد سُئِل: بم تأمُرُ الحِكمةُ؟ قال: (تأمُرُ الحِكمةُ بكُلِّ ما يُحمَدُ في الباقي أثَرُه، ويَطيبُ عِندَ جملةِ النَّاسِ خَبَرُه، ويؤمَنُ في العواقِبِ ضَرَرُه) [3579] ((حلية الأولياء وطبقات الأصفياء)) لأبي نعيم (13/261). .
4- أنَّها ترفَعُ الإنسانَ دَرَجاتٍ وتُشَرِّفُه، وتزيدُ من مكانتِه بَيْنَ النَّاسِ؛ فعن مالِكِ بنِ دينارٍ قال: (قرأتُ في بعضِ كُتُبِ اللهِ: أنَّ الحِكمةَ تزيدُ الشَّريفَ شَرَفًا، وترفَعُ المملوكَ حتى تجلِسَه مجالِسَ الملوكِ) [3580] ((الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه)) لأبي هلال العسكري (ص: 50). .
5- فيها دلالةٌ على كمالِ عَقلِ صاحِبِها وعُلوِّ شأنِه، وهذا يجعَلُه قريبًا من النَّاسِ، محبوبًا لهم، يقولُ فيسمعون، ويأمُرُ فيُطيعون.
6- تعطي العبدَ نفاذًا في البصيرةِ، وتهذيبًا للنَّفسِ، وتزكيةً للرُّوحِ، ونقاءً للقَلبِ.
7- تكسو العبدَ بثوبِ الوَقارِ، وتحَلِّيه بحِليةِ الهَيبةِ، وتخلَعُ عليه ثيابَ البهاءِ والإجلالِ.
8- يكونُ صاحبُها كالغيثِ حيثما حلَّ نفع، وأينما وُضِع أفاد، فيتعلَّمُ منه الكبيرُ والصَّغيرُ، ويكونُ مصدَرَ خيرٍ بإذنِ اللهِ تعالى.
9- تحفَظُ الإنسانَ عن ارتكابِ السُّوءِ أو التَّلفُّظِ به، أو ارتكابِ المحذوراتِ، أو التَّجنِّي على الغيِر، أو عَمَلِ ما يضطرُّه للاعتذارِ وطَلَبِ العفوِ؛ قال أبو القاسمِ الجنيدُ بنُ محمَّدٍ، وقد سُئِل عمَّا تنهى الحِكمةُ؟ فقال: (الحِكمةُ تنهى عن كُلِّ ما يحتاجُ أن يُعتَذَرَ منه، وعن كُلِّ ما إذا غاب عِلمُه عن غيرِك أحشَمَك ذِكرُه في نفسِك) [3581] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (10/261). .

انظر أيضا: