موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: موانعُ اكتسابِ الحِكمةِ


1- التَّعجُّلُ في الأمورِ، وتَركُ التَّأنِّي في اتِّخاذِ القرارِ؛ فالعَجَلةُ في غيرِ مَوضِعِها تدُلُّ على خِفَّةِ العَقلِ، وقِلَّةِ رزانتِه، وغَلَبةِ الشَّهوةِ عليه؛ ولهذا جعَل ابنُ القَيِّمِ من آفاتِ الحِكمةِ وأضدادِها العَجَلةَ، وقال: (فلا حِكمةَ لجاهِلٍ، ولا طائِشٍ، ولا عَجولٍ) [3586] ((الرائد - دروس في التربية والدعوة)) لمازن عبد الكريم الفريح (3/50). .
قال ابنُ حِبَّانَ: (والعَجِلُ يقولُ قبلَ أن يَعلَمَ، ويجيبُ قبلَ أن يَفهَمَ، ويَحمَدُ قبلَ أن يُجرِّبَ، ويَذُمُّ بعدَ ما يحمَدُ، ويَعزِمُ قبلَ أن يُفكِّرَ، ويمضي قبل أن يَعزِمَ، والعَجِلُ تَصحبُه النَّدامةُ، وتعتَزِلُه السَّلامةُ. وكانت العَرَبُ تُكَنِّي العَجَلةَ: أمَّ النَّداماتِ) [3587] ((روضة العقلاء)) (ص: 216). .
2- ضِيقُ الأفُقِ، وعدَمُ التَّفكُّرِ في عواقِبِ الأمورِ، ونقصِدُ بضيقِ الأفُقِ: سَطحيَّةَ التَّفكيرِ وبساطتَه إلى حَدِّ الغفلةِ أو السَّذاجةِ، والنَّظَرَ إلى الأمورِ من جانبٍ واحدٍ، وسوءَ تقديرِ العواقِبِ والنَّتائجِ، والجَهلَ بالواقِعِ، يضافُ إلى ذلك عشوائيَّةُ العَمَلِ، وارتجاليَّةُ الأهدافِ، وإهدارُ الطَّاقاتِ في قضايا ثانويَّةٍ، وتبديدُ الجهودِ في أمورٍ هامشيَّةٍ، وشَغلُ النَّفسِ بالكماليَّاتِ مع التَّفريطِ بالضَّروريَّاتِ [3588] ((الرائد - دروس في التربية والدعوة)) مازن عبد الكريم الفريح (3/53). .
3- فقدُ البصيرةِ الدَّالَّةِ على حقائِقِ الأمورِ.
4- عَدَمُ استشارةِ الصَّالحين وأهلِ الخِبرةِ.
5- عَدَمُ الاستفادةِ من خبراتِ السَّابقين.
6- من موانعِها أيضًا ما ذكره إبراهيمُ الخوَّاصُ؛ حيث قال: (الحِكمةُ تَنزِلُ من السَّماءِ، فلا تَسكُنُ قَلبًا فيه أربعةٌ: الرُّكونُ إلى الدُّنيا، وهمُّ غَدٍ، وحُبُّ الفُضولِ، وحَسَدُ أخٍ) [3589] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (13/326). .

انظر أيضا: