موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ وأهلِ العِلمِ


- قال ابنُ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (ينبغي لحامِلِ القرآنِ أن يكونَ باكِيًا محزونًا، حليمًا سَكينًا) [3564] رواه ابنُ أبي شيبة (36734)، وأحمد في ((الزهد)) (892)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (1/130). .
- وكتب سَلمانُ إلى أبي الدَّرداءِ: (إنَّما العِلمُ كالينابيعِ، فينفَعُ به اللهُ من شاء، ومَثَلُ حِكمةٍ لا يُتكَلَّمُ بها كجَسَدٍ لا رُوحَ له) [3565] رواه الدارمي (557)، وابن أبي شيبة (35811)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (21/440). .
- وقال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: (كونوا ربَّانيِّين حُكَماءَ فُقَهاءَ) [3566] أخرجه البخاري معلَّقًا بصيغة الجزم قبل حديث (68)، ورواه موصولًا ابن أبي حاتم في ((التفسير)) (3746)، والطبري في ((التفسير)) (7313). صحَّح إسنادَه ابن الملقن في ((شرح البخاري)) (3/328)، وحسَّنه ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (1/192). .
- وعن عِكرِمةَ قال: (قال عيسى بنُ مريمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تطرَحِ اللُّؤلُؤَ إلى الخِنزيرِ؛ فإنَّ الخِنزيرَ لا يصنعُ باللُّؤلؤِ شيئًا، ولا تُعطِ الحِكمةَ مَن لا يريدُها؛ فإنَّ الحِكمةَ خيرٌ من اللُّؤلؤِ، ومَن لم يُرِدْها شرٌّ من الخِنزيرِ!) [3567] رواه عبد الرزاق (20482)، والبيهقي في ((المدخل إلى السنن الكبرى)) (615). .
- وقال سُلَيمانُ بنُ عبدِ الملكِ: (يا أبا حازمٍ، مَن أعقَلُ النَّاسِ؟ فقال أبو حازمٍ: من تعَلَّمَ الحِكمةَ وعلَّمها النَّاسَ) [3568]رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (3456). .
- وقال وَهبُ بنُ مُنبِّهٍ: (إنَّ الحِكمةَ تُسكِّنُ القلبَ الوادِعَ السَّاكِنَ) [3569] رواه الدارمي (580). .
- وقال حمَّادُ بنُ أبي حنيفةَ: (كان يقالُ: من يستقبِلْ وُجوهَ الآراءِ عَرف مواقِعَ الخطأِ، ومن عُرِف بالحِكمةِ لمحَتْه الأعينُ بالوَقارِ) [3570] رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (2630). ويُنظَر: ((نثر الدر)) للآبي (4/ 166). .
- وعن ابنِ عُيَينةَ قال: (كان يقالُ: إنَّ أفضَلَ ما أعطيَ العبدُ في الدُّنيا الحِكمةُ، وفي الآخِرةِ الرَّحمةُ) [3571] رواه أبو بكر الدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (2669). .
- وعن كثيرِ بنِ مرَّةَ قال: (لا تُحدِّثِ الباطِلَ للحُكَماءِ فيَمقتوك، ولا تُحدِّثِ الحِكمةَ للسُّفَهاءِ فيُكَذبوك، ولا تمنَعِ العِلمَ أهلَه فتأثَمَ، ولا تضَعْه في غيرِ أهلِه فتُجهَّلَ، إنَّ عليك في عِلمِك حَقًّا، كما أنَّ عليك في مالِك حَقًّا) [3572] رواه الدارمي (378). .
- وقال أبو بكرِ بنِ دُرَيدٍ: (كلُّ كَلِمةٍ وعظَتْك وزجرَتْك، أو دعَتْك إلى مَكرُمةٍ، أو نهَتْك عن قبيحٍ؛ فهي حِكمةٌ) [3573] رواه الثعلبي في ((التفسير)) (1/276). .
- وقال عبدُ الرَّحمنِ الحبليُّ: (ليس هَديَّةٌ أفضَلَ من كَلِمةِ حِكمةٍ تُهديها لأخيك) [3574] رواه الدارمي (351). .
- وقال أبانُ بنُ سليمٍ: (كَلِمةُ حِكمةٍ لك من أخيك خيرٌ لك من مالٍ يعطيك؛ لأنَّ المالَ يُطغيك، والكَلِمةَ تَهديك) [3575] رواه ابنُ عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (263). .
- وقال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ: (العُلَماءُ كثيرٌ، والحُكَماءُ قليلٌ، وإنَّما يرادُ من العِلمِ الحِكمةُ، فمن أوتيَ الحِكمةَ فقد أوتي خيرًا كثيرًا) [3576] ((أخلاق العُلَماء)) للآجري (ص: 90)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 92). ويُنظَر: ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر (51/ 409). قال الآجُرِّيُّ: (قولُ الفُضَيلِ -واللهُ أعلمُ-: "الفُقهاءُ كثيرٌ، والحُكَماءُ قليلٌ" يعني: قليلٌ من العُلَماءِ من صان عِلمَه عن الدُّنيا، وطلب به الآخِرةَ، والكثيرُ من العُلَماءِ قد افتَتَن بعِلمِه، والحُكماءُ قليلٌ، كأنَّه يقولُ: ما أعَزَّ من طَلَب بعِلمِه الآخِرةَ). ((أخلاق العُلَماء)) (ص: 91). .
- وقال ابنُ حزمٍ: (لذَّةُ العاقِلِ بتمييزِه، ولذَّةُ العالِمِ بعِلمِه، ولذَّةُ الحكيمِ بحِكمتِه، ولذَّةُ المجتَهِدِ للهِ عزَّ وجَلَّ باجتهادِه أعظَمُ من لذَّةِ الآكِلِ بأكلِه، والشَّارِبِ بشُربِه، والواطِئِ بوَطئِه، والكاسِبِ بكَسبِه، واللَّاعِب بلَعِبِه، والآمِرِ بأمرِه) [3577] ((الأخلاق والسير في مداواة النفوس)) (ص: 13). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ عن الحِكمةِ: (كلُّ نظامِ الوُجودِ مرتَبِطٌ بهذه الصِّفةِ، وكُلُّ خَلَلٍ في الوجودِ وفي العبدِ فسَبَبُه الإخلالُ بها؛ فأكمَلُ النَّاسِ أوفَرُهم منها نصيبًا، وأنقَصُهم وأبعَدُهم عن الكمالِ أقلُّهم منها ميراثًا) [3578] ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/449). .

انظر أيضا: