موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: أخطاءٌ شائعةٌ عن حِفظِ اللِّسانِ


- الاعتقادُ بأنَّ المُسلِمَ لا يَلزَمُه حفظُ لسانِه إذا كان خطابُه مُوَجَّهًا لكافِرٍ أو فاسِقٍ أو نحوِهما؛ بحُجَّةِ أنَّ هؤلاء لا يستحقُّون إلَّا أغلَظَ القولِ وأقبَحَه، وهذا خطأٌ؛ فالمُسلِمُ مطالَبٌ بضَبطِ كلامِه وحِفظِ لِسانِه مع سائِرِ النَّاسِ، إلَّا إذا اقتضى الأمرُ غيرَ ذلك.  
- يظُنُّ بعضُ النَّاسِ أنَّ حِفظَ اللِّسانِ معناه لزومُ الصَّمتِ مُطلَقًا، وفي هذا نَظَرٌ! قال ابنُ القيِّمِ: (في اللِّسانِ آفتانِ عظيمتانِ إن خلَص العبدُ من إحداهما لم يخلُصْ من الأخرى: آفةُ الكلامِ، وآفةُ
السُّكوتِ، وقد يكونُ كُلٌّ منهما أعظَمَ إثمًا من الأُخرى في وقتِها؛ فالسَّاكِتُ عن الحَقِّ شيطانٌ أخرَسُ، عاصٍ للهِ، مُراءٍ مُداهِنٌ، إذا لم يَخَفْ على نفسِه، والمتكَلِّمُ بالباطِلِ شَيطانٌ ناطِقٌ، عاصٍ للهِ، وأكثَرُ الخلقِ منحَرِفٌ في كلامِه وسكوتِه؛ فهم بَيْنَ هذينِ النَّوعينِ، وأهلُ الوَسَطِ -وهم أهلُ الصِّراطِ المستقيمِ- كَفُّوا ألسنتَهم عن الباطِلِ، وأطلَقوها فيما يعودُ عليهم نفعُه في الآخِرةِ، فلا ترى أحَدَهم يتكَلَّمُ بكَلِمةٍ تذهَبُ عليه ضائعةً بلا منفعةٍ، فَضلًا أن تَضُرَّه في آخِرتِه، وإنَّ العبدَ ليأتي يومَ القيامةِ بحَسَناتٍ أمثالِ الجِبالِ، فيَجِدُ لِسانَه قد هدَمَها عليه كُلَّها، ويأتي بسَيِّئاتٍ أمثالِ الجِبالِ فيَجِدُ لِسانَه قد هَدَمها من كثرةِ ذِكرِ اللَّهِ وما اتَّصَل به) [3513] ((الجواب الكافي)) (ص: 161). .

انظر أيضا: