موسوعة الأخلاق والسلوك

ثامنًا: الوسائِلُ المُعينةُ على اكتسابِ حُسْنِ الظَّنِّ


1- دعاءُ اللهِ سُبحانَه والابتهالُ إليه حتَّى يمُنَّ عليك بقلبٍ سليمٍ؛ فالدُّعاءُ علاجٌ ناجِعٌ، ووسيلةٌ نافعةٌ، ليس لهذه الصِّفةِ فحَسبُ، بل لجميعِ الأمورِ الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ.
2- الاقتداءُ بالرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وصحابتِه الكِرامِ، وسَلَفِ الأمَّةِ الصَّالحِ، فيما كانوا عليه من حُسْنِ الظَّنِّ، ومحافظتِهم على أواصِرِ الحُبِّ والمودَّةِ بَيْنَهم.
3- التَّربيةُ الحَسَنةُ للأبناءِ منذُ نُعومةِ أظفارِهم على حُسْنِ الظَّنِّ.
4- أن يُنزِلَ المرءُ نفسَه منزلةَ غيرِه، وهو علاجٌ ربَّانيٌّ، ودواءٌ قُرآنيٌّ، أرشد اللهُ إليه المُؤمِنين، وعلَّمهم إيَّاه؛ حيثُ قال: لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ [النور: 12] ، ولو استشعر كُلُّ مُؤمِنٍ ذلك لأحسنَ الظَّنَّ بالآخَرين.
5- العمَلُ على زيادةِ الإيمانِ بفِعلِ الخيراتِ والطَّاعاتِ، وعلاجِ أمراضِ القَلبِ من الحَسَدِ والغِلِّ والخيانةِ وغيرِها؛ فمتى ما زاد إيمانُ المرءِ وصفَّى قلبَه من هذه الأمراضِ والعِلَلِ، حَسُنَ ظنُّه بإخوانِه.
6- حملُ الكلامِ على أحسَنِ محامِلِه.
7- أن يلتَمِسَ المُؤمِنُ الأعذارَ للمُؤمِنين؛ قال ابنُ سيرين: (إذا بلغك عن أخيك شيءٌ فالتَمِسْ له عذرًا، فإنْ لم تجِدْ فقُلْ: لعَلَّ له عذرًا لا أعرِفُه) [3202] ((روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار)) للأماسي (1/70). .
وقال جعفَرُ بنُ محمَّدٍ: (إذا بلغَك عن أخيك الشَّيءُ تُنكِرُه فالتَمِسْ له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا، فإن أصَبْتَه وإلَّا قُلْ: لعَلَّ له عُذرًا لا أعرِفُه) [3203] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (10/ 559). .
وفي التِماسِ الأعذارِ راحةٌ للنَّفسِ من عناءِ الظَّنِّ السَّيِّئِ، وفيه أيضًا إبقاءٌ على المودَّةِ.
تأنَّ ولا تعجَلْ بلومِك صاحِبًا
لعَلَّ له عذرًا وأنت تلومُ [3204] ((المستقصى في أمثال العرب)) للزمخشري (2/282).
8- إجراءُ الأحكامِ على الظَّاهِرِ، ويوكَلُ أمرُ الضَّمائرِ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ، ويتجنَّبُ الحُكمَ على النِّيَّاتِ؛ فإنَّ اللهَ لم يُكَلِّفْنا أن نفتِّشَ في ضمائِرِ النَّاسِ.
9- أن يستحضِرَ العبدُ الآفاتِ التي تَنتُجُ عن سوءِ الظَّنِّ، وما يترَتَّبُ عليه من آثارٍ سَيِّئةٍ؛ فهو دافعٌ لأن يُحسِنَ الرَّجُلُ ظَنَّه بغيرِه.
10- البُعدُ عن كُلِّ من اتَّصف بما يضادُّ هذه الصِّفةَ الحَسَنةَ ممَّن لا يتورَّعون عن إلقاءِ التُّهَمِ على عبادِ اللهِ جُزافًا بلا تثبُّتٍ. قيل لبعضِ العُلَماءِ: مَن أسوأُ النَّاسِ حالًا؟ قال: مَن لا يثقُ بأحدٍ لسُوءِ ظَنِّه، ولا يثقُ به أحدٌ لسُوءِ فِعلِه [3205] يُنظَر: ((البرصان والعرجان والعميان والحولان)) للجاحظ (ص 32)، بتصرف يسير. .

انظر أيضا: