موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرْقُ بَيْنَ الظَّنِّ وصِفاتٍ أُخرى


الفَرْقُ بَيْنَ الظَّنِّ والحُسبانِ:
قالَ أبو هِلالٍ: (بعضُهم قالَ: الظَّنُّ ضربٌ من الاعتقادِ، وقد يكونُ حُسبانًا لكن ليس باعتقادٍ.
أصلُ الحُسبانِ: من الحِسَابِ، تقولُ: أحسِبُه بالظنِّ قد ماتَ، كما تقولُ: أعُدُّه قد ماتَ. ثمَّ كَثُرَ حتَّى سُمِّيَ الظَّنُّ حُسبانًا على جهةِ التَّوسُّعِ، وصار كالحقيقةِ بعدَ كثْرةِ الاستعمالِ.                                                                          
وفُرِّقَ بينَ الفِعلِ منهما، فيُقالُ في الظَّنِّ: حَسِبَ، وفي الحِسابِ: حَسَبَ؛ ولذلك فُرِّقَ بين المصْدرَينِ فقِيل: حِسْبانٌ وحُسْبانٌ، والصَّحيحُ في الظَّنِّ ما ذكَرْناه) [3164] يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (1/343). .
الفَرْقُ بَيْنَ الشَّكِّ والظَّنِّ والوَهمِ:
الشَّكُّ: خِلافُ اليقينِ، وأصلُه اضطرابُ النَّفسِ، ثمَّ استُعمِلَ في التَّردُّدِ بينَ الشَّيئينِ سواءً استَوى طرَفاه، أو ترجَّح أحدُهما على الآخَرِ؛ قال تعالى: فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ [يونس: 9] أيْ: غيرَ مُسْتيقِنٍ، وقال الأُصوليُّون: هو تردُّدُ الذِّهنِ بينَ أمرَينِ على حدٍّ سواءٍ.
وقيلَ: التَّردُّدُ بينَ الطَّرفينِ، فإن كان على السَّواءِ فهو الشَّكُّ، وإلَّا فالرَّاجِحُ الظَّنُّ، والمرجوحُ: وَهمٌ [3165] يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (1/304). .
الفَرقُ بينَ الظَّنِّ والتَّصوُّرِ:
الظَّنُّ ضرْبٌ من أفعَالِ القُلوبِ يحدُثُ عندَ بعضِ الأماراتِ، وهو رُجْحانُ أحدِ طَرَفيِ التجوُّزِ، وإذا حدَثَ عند أَماراتٍ غلبَتْ وزادتْ بعضَ الزِّيادةِ، فظنَّ صاحبُه بعضَ ما تقتَضيه تلك الأماراتُ سُمِّيَ ذلك غلَبةَ الظَّنِّ، ويُستَعمَلُ الظَّنُّ فيما يُدرَكُ وفيما لا يُدرَكُ.
والتَّصوُّرُ يُستعمَلُ في المُدرَكِ دونَ غيرِه، كأنَّ المُدرَكَ إذا أدركه المُدرِكُ تصوَّرَ نفسَهُ، والشَّاهدُ: أنَّ الأعراضَ التي لا تُدرَكُ لا تُتَصوَّرُ، نحوُ: العِلمِ والقُدرةِ، والتَّمثُّلُ مثلُ التَّصوُّرِ، إلَّا أنَّ التَّصوُّرَ أبلغُ؛ لأنَّ قولَك: تصوَّرتُ الشَّيءَ، معناهُ: أنِّي بمنزلةِ من أبصرَ صورَته، وقولَك: تمثَّلتُه، معناهُ: أنِّي بمنزلةِ من أبصَرَ مِثالَه، ورؤيتُك لصورةِ الشَّيءِ أبلغُ في عِرفانِ ذاتِه من رؤيتِك لمثالِه [3166] يُنظَر: ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (1/342). .

انظر أيضا: