موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- نماذِجُ من الإحسانِ عِندَ السَّلَفِ


- إحسانُ عبدِ اللهِ بنِ أبي بَكرةَ إلى جيرانِه:
- كان عبدُ اللهِ بنُ أبي بَكرةَ يُنفِقُ على مَن حولَ دارِه، وعلى أهلِ أربعينَ دارًا من كُلِّ جهةٍ من جهاتِها الأربَعِ! وكان يبعَثُ إليهم بالأضاحيِّ والكِسوةِ، ويقومُ لمن تزوَّج منهم بما يُصلِحُه، ويُعتِقُ في كُلِّ عيدٍ مائةَ رَقَبةٍ، سِوى ما يُعتِقُ في سائِرِ السَّنةِ [283] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (1/392). !
- إحسانُ عليِّ بنِ الحُسَينِ لرَجُلٍ سَبَّه:
(عن عليِّ بنِ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عنهم أنَّه سَبَّه رجُلٌ، فرمى إليه بخَميصةٍ كانت عليه، وأمَر له بألفِ دِرهَمٍ!) [284] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/178). .
قال أبو حامدٍ الغَزاليُّ: (قال بعضُهم: جُمِع له خمسُ خِصالٍ محمودةٌ: الحِلمُ، وإسقاطُ الأذى، وتخليصُ الرَّجُلِ ممَّا يُبعِدُ من اللهِ عزَّ وجَلَّ، وحَملُه على النَّدَمِ والتَّوبةِ، ورجوعُه إلى مَدحٍ بعدَ الذَّمِّ) [285] ((إحياء علوم الدين)) (3/178). .
- إحسانُ محمَّدِ بنِ واسِعٍ في بيعِه للنَّاسِ:
عن زيادِ بنِ الرَّبيعِ اليَحمديِّ، عن أبيه قال: (رأيتُ محمَّدَ بنَ واسِعٍ يَبيعُ حمارًا بسوقِ بَلخٍ، فقال له رجُلٌ: أترْضاه لي؟ قال: لو رَضِيتُه لم أَبِعْه!) [286] ((الورع)) لابن أبي الدنيا (ص: 106). .
- إحسانُ الحَسَنِ البَصريِّ في إمهالِه وإسقاطِه لحَقِّه:
(رُوِيَ أنَّ الحسَنَ البَصريَّ باع بغلةً له بأربعِمائةِ دِرهَمٍ، فلمَّا استوجب المالُ، قال له المُشتري: اسمَحْ يا أبا سعيدٍ، قال: قد أسقَطْتُ عنك مائةً. قال له: فأحسِنْ يا أبا سعيدٍ. فقال: قد وهبتُ لك مائةً أُخرى، فقَبَض من حقِّه مائتي دِرهَمٍ. فقيل له: يا أبا سعيدٍ، هذا نِصفُ الثَّمَنِ، فقال: هكذا يكونُ الإحسانُ وإلَّا فلا) [287] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/81). !
- إحسانُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَروانَ إلى الأُسارى بالعَفْوِ عنهم:
(أُتيَ عبدُ المَلِكِ بنُ مَروانَ بأُسارى ابنِ الأشعَثِ، فقال لرَجاءِ بنِ حَيوةَ: ما ترى؟ قال: إنَّ اللهَ تعالى قد أعطاك ما تحِبُّ من الظَّفَرِ، فأعْطِ اللهَ ما يحِبُّ من العَفوِ؛ فعفا عنهم!) [288] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (2/184). .
- إحسانُ ابنِ عَونٍ:
عن ابنِ عَونٍ أنَّه قال لرجُلٍ: إني سأحسِنُ إليك، فأتاه متاعٌ من مَوضِعٍ، فدعا الرَّجُلَ فقال له: ضَعْ عليه صِنفًا صِنفًا ما أرَدْتَ، ففعَلَ الرَّجلُ، فقال له ابنُ عونٍ: إن دفعتُه إليك بما وضعْتَ أتراني أحسَنْتُ؟ قال: نعم. قال: هو لك، ثمَّ قال: لا أدري أبلَغْتُ مَبلَغَ الإحسانِ أم لا [289] ((الورع)) لابن أبي الدنيا (ص: 106) (171). ؟
- إحسانُ ميمونِ بنِ مِهرانَ:
رُوِيَ عن ميمونِ بنِ مِهرانَ أنَّ جاريةً له جاءت بمَرَقةٍ، فعَثَرت فصَبَّت المرَقةَ عليه! فأراد ميمونٌ أن يضرِبَها، فقالت الجاريةُ: يا مولاي، استَعمِلْ قولَ اللهِ تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ [آل عمران: 134] ، فقال: قد فعَلْتُ. فقالت: اعمَلْ بما بَعدَه وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران: 134] ، قال: عَفَوتُ. فقالت: اعمَلْ بما بَعدَه وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 134] ، فقال ميمونٌ: أحسَنْتُ إليكِ؛ فأنت حُرَّةٌ لوَجهِ اللهِ تعالى [290] ((تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين)) للسمرقندي (ص: 204). .
- إحسانُ الرَّبيعِ بنِ خُثَيمٍ:
عن الرَّبيعِ بنِ خُثَيمٍ أنَّه قال لأهلِه: اصنَعوا لي خَبِيصًا -وفي روايةٍ: وكان لا يكادُ يشتهي عليهم شيئًا- فصنُعِ له، فدعا رجلًا به خَبَلٌ، فجَعَل يُلقِمُه ولُعابُه يَسيلُ! فلمَّا ذهب قال أهلُه: تكَلَّفْنا وصَنَعْنا، وما يدري هذا ما أكَل! قال الرَّبيعُ: لكِنَّ اللهَ يدري [291] أخرجه أحمد في ((الزهد)) (ص: 270) وهناد في ((الزهد)) (1/343). !
وجاء سائِلٌ يسألُ على بابِ الرَّبيعِ، فقال: أطعِموا هذا السَّائِلَ سُكَّرًا، فقال أهلُه: إنما يريدُ نُطعِمُه كِسرةً! قال: أطِعموه سُكَّرًا؛ فإنَّ الرَّبيعَ يُحِبُّ السُّكَّرَ [292] ((الزهد)) لأحمد بن حنبل (ص: 267). !
- إحسانُ طاووسٍ:
قال مالِكٌ: كان طاوُوسٌ يعمَلُ الطَّعامَ الطَّيِّبَ ويدعو إليه المساكينَ، فقيل له: لو دعَوتَ أشرافَ النَّاسِ! فقال: لا، إنَّ هؤلاء لا عَهْدَ لهم بمِثلِ هذا! قال مالِكٌ: ما أحسَنَ هذا! وأعجَبَه العَمَلُ [293] ((سنن الصالحين)) لأبي الوليد الباجي. .

انظر أيضا: