موسوعة التفسير

سُورةُ النِّساءِ
الآيات (105-109)

ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ

غريب الكلمات:

وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا: أي: مُخاصِمًا تُخاصِمُ عن الخائِنين, وتَدْفَعُ عنهُم مَن طَلَبَهم بِحَقِّه الَّذي خَانوه فيه، فالخَصِيمُ هنا بمعنَى المنتَصِر المدافِع، والخَصيمُ: المبالِغ في الخِصامِ، وأصل (خصم): المنازَعة يُنظر: ((تفسير الطبري)) (7/457)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/187)، ((المفردات)) للراغب (ص: 755)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 71)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 143). .
يَخْتَانُونَ: يخُونونَ، يجعلونها خائنةً بارتكابِ الخِيانةِ، والاختيانُ: مراودةُ الخيانةِ، وكذلك: تحرُّكُ شهوةِ الإنسانِ لتحرِّي الخيانةِ يُنظر: ((المفردات)) للراغب (ص: 305)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 71)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 990). .
خَوَّانًا: أي: مُبالِغًا في الخيانةِ، مُصِرًّا عليها يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/231)، ((المفردات)) للراغب (ص: 305)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 103، 173). .
أَثِيمًا: أي: مبالغًا في إثمه لا يُقلِع عنه، والإثم والآثام: اسمٌ للأفعال المُبَطِّئة عن الثَّواب، أو الذَّنبُ الَّذي يستحقُّ العقوبةَ عليه، وأصل الإثم: البُطء والتَّأخُّر يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/60)، ((المفردات)) للراغب (ص: 63)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 173)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 40). .
يُبَيِّتُونَ: يُدبِّرون ليلًا، يقال لكلِّ فعل دُبِّر فيه بالليل: بُيِّتَ، وأصل البيت: مأوى الإنسان باللَّيل؛ لأنَّه يقال: بات: أقام باللَّيل، ويُطلق أيضًا على المآب، ومجمع الشَّمل يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/324)، ((المفردات)) للراغب (ص: 151- 152)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 993). .
مُحِيطًا: أي: مُحْصِيًا وعالِمًا لا يَخْفَى عَليهِ شَيْءٌ من أعمالِهم، وحَافِظًا لذلكَ علَيْهِم، والإحاطةُ بالشَّيء هي العِلْم بوجودِه، وجِنسِه، وقَدْره، وكيفيَّته، وغرَضه المقصود به، وبإيجاده، وما يكونُ به ومِنه؛ وذلك ليس إلَّا للهِ تعالى، وأصل (حوط) هو الشَّيْءُ يُطِيفُ بِالشَّيْءِ، ومنه الحائِط؛ لإحاطتِه بما يدورُ عليه، واستُعمِلَ في القُدرة والعِلم والإهلاكِ يُنظر: ((تفسير الطبري)) (7/473)، ((المفردات)) للراغب (ص: 265)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 55- 56). .
وَكِيلًا: أي: مانعًا وحافظًا وكفيلًا، ووكيل الرجل في مالِه هو الَّذي كفَله له، وقام به، وأصل (وَكَلَ): يدلُّ على اعتماد غيرِك في أمرِك يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 18، 313)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (6/136)، ((المفردات)) للراغب (ص: 882)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 206). .

المَعنَى الإجماليُّ:

يخبِرُ الله نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه هو مَن أنزل إليه الكتاب بالحقِّ، ومشتملًا على الحقِّ، ليحكُمَ بين النَّاس بما علَّمه الله تعالى ممَّا أنزله في كتابه، ناهيًا إيَّاه عن المخاصَمة والمدافعة عمَّن علِم خيانتَه، وأمَره تعالى أن يستغفر اللهَ؛ فإنَّه سبحانه غفورٌ رحيم.
ثمَّ نهاه تعالى عن المجادلة والدِّفاع عن الَّذين يخُونون أنفسَهم؛ فإنَّ الله تعالى لا يحبُّ مَن اتَّصف بالخيانةِ وارتكابِ الإثمِ.
ثمَّ ذكَر الله عن هؤلاء الخائنين أنَّهم يستترونَ عن النَّاس عند ارتكابِهم سيِّئَ العملِ، ولا يستترون من الله، وهو معهم أينما كانوا، مُطَّلِعٌ على كلِّ ما يفعلونه، خصوصًا حين يُدبِّرون ليلًا ما لا يرضاه من القول، والله قد أحاط عِلمًا بجميع أعمالِهم.
ثمَّ يخاطبُ الله عباده قائلًا لهم: هَبْكُم جادلتُم عن هؤلاء الخَوَنة في الحياة الدُّنيا، ونفَعهم جدالُكم عند الخَلْق، فمن الَّذي سيخاصم اللهَ عنهم يومَ القيامةِ حين تقومُ عليهم الحُجَّة، أمَّن سيكون وكيلًا عنهم؟

تفسير الآيات:

إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)
مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها:
لَمَّا أمَر الله تعالى بمجاهدة الكفَّار بيَّن أنَّ الأمرَ وإن كان كذلك، فإنَّه لا تجوزُ الخيانةُ معهم، ولا إلحاقُ ما لم يفعَلوا بهم، بل الواجبُ في الدِّين أن يُحكَمَ له أوْ عليهِ بما أنزَل على رسولِه، وألَّا يلحَقَ الكافرَ حَيْفٌ لأجلِ كُفْره أو إرضاءً لطرفٍ آخر ينتسب إلى الإسلامِ يُنظر: ((تفسير الرازي)) (11/211). .
وأيضًا لَمَّا أمَر المؤمنينَ بأن يأخذوا حِذرَهم من الأعداءِ، ويستعدُّوا لمجاهدَتِهم حفظًا للحقِّ أن يُؤتَى من الخارج، أمرهم بأن يقوموا بما يحفَظُه في نفسِه، فلا يؤتى من الدَّاخل، وأن يُقِيموه على وجهِه كما أمر اللهُ تعالى، ولا يُحَابُوا فيه أحدًا يُنظر: ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (5/321). وقال عن وجه مناسبة هذه الآيةِ لمجموع الآياتِ التي سبقتْها: (وأمَّا اتِّصالها بمجموع ما قبلها فقد علِمْنا مما مرَّ أن أول السُّورة في أحكام النساء والبيوت إلى قوله- تعالى-: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء: 36] ، ومن هذه الآية إلى هنا تنوَّعت الآياتُ بالانتقال من الأحكام العامة إلى مجادلة اليهود، وبيان حالهم مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم والمؤمنين، وتخلَّل ذلك الأمر بطاعة الله ورسوله، والنَّعي على المنافقين الذين يُريدون أن يَتحاكموا إلى الطاغوت، كاليهود، وتأكيد الأمر بطاعة الرَّسول، وبيان أنه تعالى لم يبعَثْ رسولًا إلَّا ليُطاع، والترغيب في هذه الطَّاعة، ثم انتقل من ذلك إلى أحكام القتال وبيان حال المؤمنين والكافرين والمنافقين فيه، وقد عاد في هذا السياق أيضًا إلى تأكيد طاعة الرَّسول وحال المنافقين فيها، فناسَب أن ينتقل الكلام من هذا السياق إلى بيان ما يجب على الرَّسول نفسِه أن يحكُم به بعدما حتَّم الله التَّحاكم إليه وأمره بطاعته فيما يحكم ويأمر به). ، فقال تعالى:
إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
أي: إنَّا أنزَلْنا إليك- يا محمَّدُ- القرآنَ، هو حقٌّ مِن الله تعالى، فنزل نزولًا متلبِّسًا بالحقِّ، ومشتملًا أيضًا على الحقِّ؛ فأخباره صِدْقٌ، وأوامرُه ونواهيه عَدْلٌ يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/457)، ((تفسير ابن كثير)) (2/404)، ((تفسير السعدي)) (ص: 199)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/170-172). .
لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ
أي: لتقضيَ بين النَّاس، فتفصِلَ بينهم لا بهواكَ، بل بما علَّمك اللهُ ممَّا أنزَلَه إليك من كتابه يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/457)، ((تفسير ابن كثير)) (2/404)، ((تفسير السعدي)) (ص: 199-200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/172). وقيل: يحتمل قوله تعالى: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ أيضًا معنى الحُكم على أعمال الناس، فكما يحكُمُ بينهم في فصل الخصومات، يحكُم بينهم أيضًا في أحكام أعمالهم، فيقول: هذا حق، وهذا باطل، وهذا واجب، وهذا محرَّم، وما أشبه ذلك، وقيل: يحتمل قوله تعالى: بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ أيضًا معنى الحُكم بالاجتهاد. يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/172). .
ولَمَّا أمَر اللهُ بالحُكم بين النَّاس المتضمِّنِ للعدلِ والقِسط، نهاه عن الجَوْرِ والظُّلم الَّذي هو ضدُّ العدل فقال يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 200). :
وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا
لا تخاصِمْ وتحاجِجْ عمَّن عرفتَ خيانتَه، من مدَّعٍ ما ليس له، أو منكرٍ حقًّا عليه، ولا تدافِعْ عنه يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/457، 470)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/172-173). .
وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا
وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ
أي: اطلُبْ مغفرتَه، وهي سترُ الذَّنب، والتَّجاوُزُ عن المؤاخَذة به يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/457)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/180). .
إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا
أي: فإنَّ الله تعالى هو الَّذي يغفِرُ الذُّنوب، ويرحم كلَّ مَن طلب مغفرتَه يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/457)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/180). .
وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107)
مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها:
لَمَّا نهى الله تعالى نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن الخِصام لكلِّ من وقَعَت منه خيانةٌ ما، أتبَعَه النَّهيَ عن المجادلة عمَّن تعمَّد الخيانةَ، فقال سبحانه وتعالى يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (5/393). :
وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ
أي: لا تُدافِعْ- يا محمَّدُ- عمَّن يخُونون أنفسَهم، فيجعلونها خائنةً بارتكابهم الخيانةَ، فلا تُحاجِجْ وتخاصِمْ عنهم مَن يطالبُهم بحقوقه، وما خانُوه فيه يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/470-471)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/182). .
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا
أي: إنَّ اللهَ تعالى يُبغِضُ مَن كان من صفاتِه خيانةُ النَّاس، وركوبُ الإثم في ذلك، وفي غيره، ممَّا حرَّمه اللهُ عزَّ وجلَّ عليه يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/471)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/182-183). .
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108)
يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ
أي: إنَّهم حريصونَ على إخفاءِ قبائحهم عن النَّاس، فيتوارَوْنَ منهم تجنُّبًا للفضيحة بينهم، إمَّا حياءً منهم، أو خوفًا منهم، أو لئلَّا يُنكِروا عليهم سوءَ أعمالهم يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/471)، ((تفسير ابن كثير)) (2/407)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/186). .
وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ
أي: إنَّهم لا يُبالون بنظرِ الله تعالى إليهم، واطِّلاعِه على قبائحِهم الَّتي يبارزونه بها، وهو الَّذي لا يخفى عليه شيءٌ مِن أعمالهم، وبيدِه العقابُ؛ فهو أحقُّ أن يُخافَ ويُستحيَا منه جلَّ وعلا يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/472)، ((تفسير ابن كثير)) (2/407)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200). .
إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ
أي: حيث إنَّهم يُهيِّئون ويدبِّرون ليلًا ما لا يرضاه سبحانه من القولِ؛ كتبرئةِ الجاني، ورميِ البريءِ بالجناية يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/472-473)، ((التفسير الوسيط)) للواحدي (2/113)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200). .
وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا
أي: إنَّ اللهَ تعالى قد أحاط علمًا بأعمالِهم، وأحصاها عليهم، حتَّى يجازيَهم عليها يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/473)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/189). .
هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109)
هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
أي: هَبْ أنَّكم جادَلْتم عنهم في هذه الحياةِ الدُّنيا، ودفَعَ عنهم جدالُكم العارَ والفضيحةَ عند الخَلْق يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (2/407-408)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/192). .
فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أي: فمَن هذا الَّذي سيخاصم اللهَ عنهم يومَ القيامةِ حين تتوجَّه عليهم الحُجَّةُ، ويُقامُ عليهم من الشُّهودِ ما لا يُمكِنُ معه الإنكارُ؟ فيومئذٍ لا يدافعُ عنهم عنده سبحانه أحدٌ فيما يحُلُّ بهم من العذابِ يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/474)، ((تفسير ابن كثير)) (2/408)، ((تفسير السعدي)) (ص: 200)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/192-193). .
أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا
أي: لا أحدَ يكونُ نائبًا لهؤلاء الخائنينَ في ترويجِ دعواهم عندَ الله تعالى يومَ القيامةِ يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/474)، ((التفسير الوسيط)) للواحدي (2/113)، ((تفسير ابن كثير)) (2/408). .

الفَوائِد التربويَّة:

1- يُستفادُ مِن قول الله تعالى: لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا أنَّ الأحكامَ كلَّها من الله تعالى، وأنَّه ليس لأحدٍ أن يحيدَ عن شيءٍ منها طلَبًا لرضَا أحدٍ يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (4/56). .
2- قوله: وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ فيه النَّهيُ عن معاونة الآثِم، وهذا مطابقٌ لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/183). [المائدة: 2] .
3- ترهيبُ المسلِم مِن أن يعلَمَ مِن الظَّالم كونَه ظالِمًا ثمَّ يُعِينَه على ذلك الظُّلم، ويحمِلَه عليه ويرغِّبَه فيه؛ يُستفادُ ذلك من قول الله تعالى: وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا يُنظر: ((تفسير الرازي)) (11/213). .
4- النَّهيُ في قوله تعالى: وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ لم يكُنْ موجَّهًا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خاصَّةً، وإنَّما هو تشريعٌ وُجِّه إلى المكلَّفينَ كافَّةً؛ فهؤلاء الخائنونَ يوجَدون في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وفي جعلِ النَّهيِ بصيغة الخطابِ له- وهو أعدلُ النَّاسِ وأكمَلُهم- مبالغةٌ في التَّحذيرِ مِن هذه الخَلَّةِ المعهودةِ من الحُكَّامِ يُنظر: ((تفسير المنار)) (5/323). .
5- قوله تعالى: وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ "الاختيانُ" و"الخيانة" بمعنَى الجِناية والظُّلم والإثم، وهذا يشمَلُ النَّهيَ عن المجادَلةِ عمَّن أذنَب وتوجَّه عليه عقوبةٌ مِن حدٍّ أو تعزيرٍ، فإنَّه لا يجادَلُ عنه بدفعِ ما صدَر منه من الخيانةِ، أو بدفعِ ما ترتَّبَ على ذلك مِن العقوبةِ الشَّرعيَّة يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 200). .
6- أنَّ الخائن لغيرِه خائنٌ في الحقيقة لنفسِه؛ حيث أوقَعها في المآثِمِ والخيانةِ، فلا يظُنَّ الخائنُ الَّذي يكتسب بخيانتِه ما يكتسِبُ أنَّه رابحٌ، بل هو خائنٌ لنفسِه، وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/183). .
7- أنَّ الخيانةَ مِن كبائر الذُّنوب، يؤخذُ مِن قولِه تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا؛ لأنَّه إذا رُتِّب على العملِ عقوبةٌ خاصَّة فهو من الكبائرِ يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/185). .
8- في قوله: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا التَّحذيرُ من الخيانةِ؛ لكونِ الله تعالى نفى محبَّتَه للخائن الأثيم، وفيه أيضًا التَّرغيبُ في أداءِ الأمانة؛ لأنَّه إذا وقع الذَّمُّ على وصفٍ لزِم أن يكونَ المدحُ في ضدِّه: إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/185). .
9- قول الله تعالى: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ تضمَّنَ الوعيدَ الشَّديدَ والتَّقريعَ البالغَ؛ حيث يرتكبون المعاصيَ مستترينَ بها، مع علمِهم-إن كانوا مؤمنين- أنَّهم في حضرتِه لا سُترةَ ولا غفلةَ ولا غَيبةَ، وكفى بهذا زاجرًا للإنسانِ عن المعاصي يُنظر: ((تفسير الرازي)) (11/214)، ((تفسير أبي حيان)) (4/58). .
10- أنَّ اللهَ سبحانه لا يخفى عليه شيءٌ، وأنَّ مَن حاوَل أن يُخفِيَ عن اللهِ شيئًا فإنَّه قد ظنَّ بربِّه ظنَّ السَّوء، ومع ذلك لن ينفَعَه هذا الظَّنُّ؛ لقوله: فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/194). .

الفَوائدُ العِلميَّةُ واللَّطائِف :

1- علوُّ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ لقوله: أَنْزَلْنَا، والنُّزولُ لا يكون إلَّا من عُلْوٍ، والقرآنُ كلامُ اللهِ، فإذا كان القرآنُ نازلًا لزِم أن يكونَ المتكلِّمُ به عاليًا يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/174). .
2- في قوله: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَجوازُ كتابةِ القرآنِ، وهذا أمرٌ متَّفقٌ عليه بين الأمَّة، بل قد تكون كتابتُه واجبةً يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/175). .
3- قولُ الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ فيه دليلُ جوازِ اجتهاد النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّ اجتهادَه كالنَّصِّ؛ لأنَّ الله تعالى أخبَر أنَّه يُرِيه ذلك يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (4/56). .
4- قولُ الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ استُدلَّ بهذه الآيةِ على وجوب الاجتهادِ في فهم الشَّريعةِ يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (5/193). .
5- إثباتُ العِلَل في أفعالِ الله الشَّرعيَّة والكونيَّة، وتؤخَذ من قوله: لِتَحْكُمَ؛ لأنَّ اللَّامَ للتَّعليل، ولا شكَّ أنَّ تعليلَ أحكام الله عزَّ وجلَّ ثابتٌ ثبوتًا قطعيًّا لا إشكالَ فيه، والحكمةُ من تمامِ صفاتِه سبحانه يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/177). .
6- قول الله تعالى: بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ (أراك) أي عرَّفك وأوحَى إليك، وأصل (رأى) للرُّؤية البَصريَّة، فأُطلِقت على ما يُدرَكُ بوجه اليقينِ؛ لمشابَهته الشَّيءَ المُشاهَدَ؛ لكونِها جاريةً مجرَى الرُّؤية فى القوَّة والظهورِ والخُلوص مِن وُجوهِ الريبِ يُنظر: ((تفسير الألوسي)) (2/279)، ((تفسير ابن عاشور)) (5/192). .
7- في قوله: وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا دليلٌ على تحريمِ الخصومةِ في باطلٍ، والنِّيابةِ عن المبطِلِ في الخصوماتِ الدِّينيَّة والحقوقِ الدُّنيويةِ يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 200). . وهو بابٌ في غايةِ الأهميةِ للمُحامين وغيرِهم.
8- يدُلُّ مفهومُ قوله تعالى: وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا على جواز الدُّخولِ في نيابةِ الخصومة لِمَن لم يُعرَفْ منه ظُلْم يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 200). .
9- أنَّه يجبُ على الحاكمِ أن يتأنَّى في حُكمِه، وألَّا يتعجَّلَ، بل يتريَّثُ، لا سيَّما مع وجودِ قرائنَ، فمجرد هَمِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَيلِه إلى هؤلاء فيه شيءٌ من التَّقصيرِ؛ ولهذا قال الله له: وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/180). .
10- استنبَط بعضُ العلماءِ: أنَّه ينبغي لمن استُفتِي أن يقدِّمَ بين يدَيْ فتواه الاستغفارَ؛ لأنَّ الله قال: لِتَحْكُمَ ثمَّ قال: وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ؛ ولأنَّ الذُّنوب تحُولُ بين الإنسانِ وبين معرفةِ الصَّواب يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/181). .
11- قول الله تعالى: يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ (يختانون) بمعنى يخُونون، وهو افتعالٌ دالٌّ على التَّكلُّف والمحاولةِ لقصد المبالغةِ في الخيانة يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (5/194). .
12- إثبات الرِّضا لله عزَّ وجلَّ؛ لقوله: مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ، ووجهه: أنَّ نفي الرِّضا عن هؤلاء يدلُّ على ثبوتِه لغيرِهم؛ إذ لو كان منتفيًا عن الجميعِ ما حسُنَ أن يُنفى عن هؤلاء يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/188). .
13- أنَّ اهتداءَ النَّبيِّ صلواتُ اللهِ وسلامه عليه هو بتوجيهِ الله تعالى وإرشادِه؛ لقوله: وَلَا تُجَادِلْ؛ فإنَّ هذا توجيهٌ مِن الله عزَّ وجلَّ لنبيِّه محمَّدٍ عليه الصَّلاة والسَّلامُ ألَّا يجادلَ عن هؤلاء يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/183). .
14- أنَّ النَّاسَ قد يتناصَرون بالباطلِ؛ قال تعالى: هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/193). .
15- في قوله تعالى: هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا تحريمُ المحاماةِ إذا علِم المحامي أنَّ صاحبَه مُبطِلٌ، وجهُ ذلك: أنَّ الله أنكَرَ على هؤلاءِ أن يجادلوا عن صاحِبِهم، أمَّا إذا كان المحامي يريدُ أن يدافعَ عن الحقِّ بإثباتِه، فهذا جائزٌ، بل قد يكون واجبًا، كما لو وكَّلك شخصٌ لا يعرفُ ولا يكاد يُبِينُ، أن تدافعَ عنه، فهذا لا بأسَ به يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (2/193). .

بَلاغةُ الآياتِ:

1- قوله: وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيمًا الإتيانُ بلفظةِ خَصِيمًا على صِيغة (فعيل)؛ للمبالغة مِن خَصَم ينظر ((تفسير أبي حيان)) (4/56)، وفيه قال أبو حيَّان: خصيمًا أي: مخاصمًا، كجليسٍ بمعنى مجالس، ويحتمل أن يكونَ للمبالغة من خصم. .
2- قوله: إِنَّ الله كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا أتى باللَّفظتين غَفُورًا رَحِيمًا على صيغة (فعيل)؛ للمُبالغةِ في وصْفه سبحانه بالمغفرةِ والرحمةِ لمن يستغفرُه يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (2/229). ، وفيه تأكيدُ الخبر بـ: (إنَّ)، واسميَّةِ الجملة.
3- قوله: إنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا: الإتيانُ بصِيغة المبالغة (فعَّال) في الخِيانة و(فعيل) في الإثم؛ للمبالَغة في شَناعةِ الاتِّصافِ بهذه الأوصافِ؛ فإنَّ قوله: خَوَّانًا يعني أنَّه كثيرُ الخيانة مُفرِطٌ فيها، وأَثِيمًا يعني أنَّه مُنهمِكٌ في الإثم، وتعليقُ عدمِ المحبَّة المرادُ منه البُغضُ والسَّخَط بصِيغة المبالغةِ يُنظر: ((تفسير الزمخشري)) (1/562)،((تفسير الرازي)) (11/213)، ((تفسير البيضاوي)) (2/95)، ((تفسير أبي حيان)) (4/57)، ((إعراب القرآن وبيانه)) لمحيي الدين درويش (2/315). ، مع ما فيه مِن تَأكيدِ الخبر بـ: (إنَّ)، واسميَّة الجملة.
- وتَقدَّمت صِفةُ الخيانةِ على صِفةِ الإثم؛ لأنَّها سببٌ للإثم، ولمراعاة تواخِي الفواصِل يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (4/58). .
4- قوله: يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ
- فيه: توبيخٌ عظيمٌ وتقريعٌ؛ حيثُ يَرتكِبون المعاصِيَ مُستترِينَ بها عنِ الناسِ إنِ اطَّلعوا عليها يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (4/58). .
- وقوله: وَهُوَ مَعَهُمْ: فيه ما يُعرَف في البَلاغة بـ(التَّتميم)؛ للإنكارِ عليهم والتَّغليظِ لقُبْحِ فِعلهم؛ لأنَّ حياءَ الإنسانِ ممَّن يَصحبُه أكثرُ مِن حيائِه وحْدَه يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (4/62). .
5- قوله: وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا: فيه كنايةٌ عن المبالغةِ في الاتِّصافِ بالعلم، وفيه: وعيدٌ من حيث إنَّهم وإنْ كانوا يُخفُون كيفيَّةَ المكرِ والخِداعِ عن النَّاس، فإنَّها ظاهرةٌ في عِلْم الله يُنظر: ((تفسير الرازي)) (11/214)، ((تفسير أبي حيان)) (4/58). .
6- قوله: هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فيه: التفاتٌ؛ فقد انتقَل مِن ضميرِ الغَيبةِ إلى الخِطاب؛ وفيه إيذانٌ بأنَّ تَعديدَ جِنايتِهم يُوجبُ مشافهتَهم بالتَّوبيخ والتَّقريع يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (2/230)، ((الجدول في إعراب القرآن)) لمحمود صافي (5/163)، ((إعراب القرآن وبيانه)) لمحيي الدين درويش (2/316). .
7- قَوْله: فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ: استفهامٌ معناه النَّفيُ، أي: لا أحدَ يُجادلُ اللهَ عنهم يوم القيامةِ إذا حَلَّ بهم عذابُه يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (4/59). ، وهو وعيدٌ محْضٌ، أي: إنَّ الله يعلَمُ حقيقةَ الأمرِ؛ فلا يُمكِن أن يُلبَّسَ عليه بجدالٍ ولا غيرِه يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (4/59). .
8- قوله: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا: أَمْ منقطعةٌ للإضرابِ الانتقاليِّ، ومَنْ استفهامٌ مُستعمَلٌ في الإنكار يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (5/195). .