الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 901 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1496
تفاصيل الحدث:

هو السلطان الأشرف قايتباي المحمودي، ويُذكر أن أصله شركسي الجنس، جُلب من بلاده إلى الديار المصرية في حدود سنة 839، فاشتراه الملك الأشرف برسباي، ولم يُجرِ عليه عتقًا، وجعله بطبقة الطازية من أطباق قلعة الجبل إلى أن مَلَكه الملك الظاهر جقمق، وأعتقه. كانت مدة حكم الأشرف قايتباي حافلة بالحروب، وسيرتُه من أطول السير، وقد تعرضت البلاد في أيامه لأخطار خارجية، أشدها محاولة العثمانيين احتلال حلب وما حولها، فأنفق أموالًا عظيمة على الجيوش لم يُسمَع بمثلها في الإنفاق، وشُغِل السلطان الأشرف قايتباي بالعثمانيين، حتى إن صاحب الأندلس استغاث به لإعانته على دفع الفرنج عن غرناطة، فاكتفى الأشرف بالالتجاء إلى تهديد فرنج الأسبان بواسطة القسيسين الذين في القدس، سلمًا دون قتال، حتى ضاعت غرناطة وذهبت الأندلس. كان الأشرف قايتباي متقشفًا مع عِظَم إنفاقه على الجيوش وكثير المطالعة، وله اشتغال بالعلم، وفيه نزعة صوفية، كما كان شجاعًا عارفًا بأنواع الفروسية، مَهيبًا عاقلًا حكيمًا، إذا غضب لم يلبث أن تزول حِدَّتُه. ترك كثيرًا من آثار العمران في مصر وأبرزها قلعة قايتباي بالإسكندرية والحجاز والشام والقدس، ولا يزال بعضها قائمًا إلى الآن. قبل أن يُتوفى الأشرف قايتباي تنازل بالسلطنة لولده محمد الذي تلقب بالناصر، وتوفي الأشرف في اليوم التالي، وكان عمر الناصر محمد يومها أربعة عشر عامًا، أما مدة سلطنة الأشرف قايتباي فكانت تسعة وعشرين سنة وأربعة أشهر.