الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

استولى القائد عروج باشا، وهو من قواد البحرية الترك، على تلمسان من أيدي بني زيان، إلَّا أن أهل تلمسان أنكروا سيرةَ الترك وسئِموا ملكَهم, ويقال: إن التركَ عسفوهم وصادروا أموالهم، فدارت الكَرَّة على عروج سنة 924 فقُتِل هنالك مع جماعة من وجوه عسكره، وتفرَّقت جموعه وعادت تلمسان مرةً أخرى لبني زيان.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

لم يلبث السلطانُ سليم الأول أن يفرغَ من انتصاراته في بلاد العربِ والعجمِ حتى دبَّ الرعبُ والفزع في قلوب الصليبيين، وما استطاعت الدولة العثمانية أن تحرِزَه من ضَمٍّ للبلدان الأوربية إليها حتى تصبِحَ تحت سيطرتِها، فحدا هذا بالبابا ليو العاشر الذي كانت أيضًا بينه وبين غيره من النصارى منافسات، فقام في هذه السنة بالنداء لحرب صليبية ضد الدولة العثمانية مانحًا صكوك الغفران كالعادة لمن يستجيب, ومثيرًا في النصارى عزائم الواجب المقدَّس لخدمة الصليب، لكن هذه الدعوة لم تلقَ سوى هزائم ولم تلقَ أي انتصار!

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:


هو السلطانُ أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن مخلوف بن زيدان، الملقَّب بالقائم بأمر الله، عميد الأسرة السعدية وسلطان المغرب. كان قد نشأ على عفافٍ وصلاحٍ وحجٍّ للبيت الحرام، وقيل: كان مجابَ الدعوةِ، من قرَّاءِ القرآن، ومن أهلِ العلمِ والدين، ولم يكن من بيت الرياسةِ، وكان له اطِّلاعٌ على تواريخ قُطره وعوائدِ جيله وأخلاقهم وطبائعهم، ورأى ما وصل إليه مُلكُ بني وطاس بالمغرب من الانحطاط والضعف، وتيقَّن أنَّه لا يصعب عليه تناولُه، فأعمل في ذلك فِكرَه وصار يحضُّ الناسَ على القيام بأمور دينهم والامتعاض لها، حتى ولي الأمرَ عندما بايعَتْه قبائل المغرب على حربِ البرتغال، وقدَّمت كلُّ قبيلة له عشرةَ رجال من أبنائها, فلما قضى الله ببيعته واجتماع الناس عليه، واطمأنت به في البلاد السوسية الدار وطاب له بها المقام والقرار؛ ندب الناس إلى بيعةِ أكبر ولديه، وهو الأمير أبو العباس أحمد المعروف بالأعرج، فبايعوه, ثم وفد على القائمِ بأمر الله أشياخُ حاحة والشياظمة لِما بلغهم من حسن سيرته ونصرة لوائه، فشَكَوا إليه أمر البرتغال ببلادهم, وشِدَّة شوكته واستطالته عليهم، وطلبوا منه أن ينتقل إليهم هو وولده ولي العهد، فأجابهم إلى ذلك ونهض معهم هو وابنه أبو العباس إلى الموضع المعروف بآفغال من بلاد حاحة، وترك ولده الأصغر أبا عبد الله محمد الشيخ بالسوس يرتِّب الأمور ويمهِّد المملكة ويباكر العدو بالقتال ويراوحه، واستمر الأمير أبو عبد الله القائم بمكانه من آفغال ببلاد حاحة مسموعَ الكلمة متبوعَ العقب إلى أن توفي بها وهو يجاهد النصارى الإسبان والبرتغال، ودفن بها ثم نقل إلى مراكش.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

عاد جماعة من القزلباش- أي أصحاب العمائم الحمراء- إلى الانقضاض على الدولة العثمانية في منطقة ما بين النهرين بشرق الأناضول، وقد أمدتهم الدولة الصفوية الشيعية بقوة عسكرية، فأخذوا يُغيرون على الجماعات الآشورية والجماعات الكردية السُّنَّة، واستولوا على حاضرتهم آمد التي عرِفَت فيما بعد بديار بكر، وجرت بين الفريقين وقائع كانت الغلبة فيها لجماعات القزلباش، فاستنجد الأكرادُ بالسلطان سليم الأول فأمَدَّهم بقوة كبيرة في أعقاب انتصاره على دولة المماليك في وقعة مرج دابق، فانتصرت قواتُه على القوات الصفوية، وطُرِد الأكراد القزلباش من شرقي الأناضول، واستولت على الموصل وثبتت سلطة الدولة العثمانية في شمال العراق.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

كان الخطر البرتغالي يهدد التجارة في البحر الأحمر والخليج العربي، وبالتالي يهدِّد التجارة المصرية التي يتولاها المماليك، ولما كان البرتغاليون وصلوا إلى مرحلة هددوا فيها كل شيء للعرب أو المسلمين في البحر، وليس فقط التجارة، فأرسل المماليك قوة إلى اليمن لتواجه القوة البرتغالية؛ فقد أرسل السلطان قانصوه الغوري أسطولًا بحريًّا بقيادة حسين الكردي سنة 922 إلى اليمن؛ حيث طلب حسين من الملك عامر الثاني الطاهري العونَ، ولكنَّ طاهرًا رفض ذلك، فقام حسين الكردي بمقاتلته فجرت بينهما معركة كان نتيجتها أن احتلَّ حسين زبيدَ عاصمةَ اليمن وقتَها، ونصب أخاه برسباي حاكمًا عليها، وهرب عامر الطاهري وأخوه عبد الملك إلى تعز، وقد حاولا في العام التالي محاربة بارسباي؛ لاستعادة ملكِهما وإعادة البلاد لحكمِهما، فاستعدَّا بجيش من الذين بقوا معهم وممن والاهم في تعز وساروا إلى برسباي لقتاله، فوقعت بينهم معركة في الصافية استطاع جيش المماليك أن يقضيَ على جيش الملك عامر وأخيه اللذين قُتِلا في المعركة، فكان ذلك انقراضًا لدولة الطاهريين في اليمن.

العام الهجري : 923 العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو البحار المشهور شهاب الدين أحمد بن ماجد بن عمر بن فضل بن دويك بن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق السعدي ابن أبي الركائب النجدي العماني، عُرِفَ بأسد البحر أحد كبار الملاحين العرب، ولد سنة 838 في مدينة جلفار- تقع في رأس الخيمة اليوم- ونشأ بها. ينحدر ابن ماجد من أسرة اشتهرت بالملاحة وارتياد البحار, اشتهر ابن ماجد بعلمه في شؤون البحار وما يتصلُ بذلك من علوم الملاحة والفلك والرياضيات والجغرافيا. رحل إلى بلاد كثيرة مدونًا كلَّ ما يشاهده من بلدان؛ فقد ذكر في مؤلفاته أسماء الجزر التي رآها والقياسات البحرية ومطالع النجوم، وطريقة استخراج القبلة، وشرحَ المسالكَ البحرية بين ساحل وآخر، ودَوَّن علمه ومعرفته في مؤلفات عديدة، منها: كتاب الفوائد في أصول علم البحر والقواعد، وهو أكبر أعماله، ويعُتبر علم الملاحة الفلكية من أهم أعماله؛ فقد كانت قياساته دقيقة ومبتكَرة، كما كانت مشاهداته للنجوم ومطالعها ومغاربها كذلك، وله أراجيز تحمل علومهَ، منها: حاوية الاختصار في علم البحار، وله قصائد في وصف شواطئ جزيرة العرب, ومن أسباب اشتهار ابن ماجد في تاريخ الملاحة ارتباطُ اسمه برحلة البرتغالي فاسكو دي جاما سنة (1498م) من ساحل إفريقيا الشرقي إلى كلكتا في الهند، وكان لهذا الحادث أثرٌ خطير في تاريخ الملاحة، وأثرٌ في الحملات الاستعمارية الأوربية لاحتلال سواحل ومراكز مهمة في بحر العرب والمحيط الهندي.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمام العلامة الحافظُ الحجَّة الرُّحَلة الفقيه المقرئ المسنِد المؤرخ الخطيبُ: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفي محمد بن المجد حسين بن التاج علي القسطلاني الأصل، القتيبي المصري الشافعي، ويعرف بالقسطلاني علَّامة الحديث, وأمُّه حليمة ابنة الشيخ أبي بكر بن أحمد بن حميدة النحاس. ولِدَ في الثاني والعشري ذي القعدة سنة 851 بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين, والقراءات السبع ثم العشر، وكذا أخذ القراءات عن الشمس بن الحمصاني إمام جامع ابن طولون, وقرأ صحيحَ البخاري بتمامه في خمسة مجالسَ على الشاوي، وكذا قرأ عليه ثُلاثيات مسند أحمد، وحجَّ غير مرة وجاور سنة أربع وثمانين ثم سنة أربع وتسعين وسنتين قبلها على التوالي. وجلس للوعظ بالجامع العمري سنة ثلاث وسبعين وكذا بالشريفية بالصبانيين، بل وبمكة, ولم يكن له نظيرٌ في الوعظ، وكان يجتمع عنده الجمُّ الغفير مع عدم ميلِه في ذلك، وولي مشيخة مقام أحمد بن أبي العباس الحرَّاز بالقرافة الصغرى، وأقرأ الطلبة وجلس بمصر شاهدًا رفيقًا لبعض الفضلاء, وبعده اعتزل وتفرَّغ للكتابة, فكتب بخطِّه لنفسه ولغيره أشياء، بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد، ومن مؤلفاته: إرشاد الساري على صحيح البخاري، انتهى منه سنة 916, وتحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري, ونفائس الأنفاس في الصحبة واللباس, والروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر, وعمل تأليفًا في مناقبه سماه: نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرَّار, وتحفة السامع والقارئ بختم صحيح البخاري. وهو كثير الأسقام قانعٌ متعفِّف جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة، شجيُّ الصوت بها، مشارك في الفضائل، متواضع متودِّد لطيف العشرة سريعُ الحركة. قال محي الدين عبد القادر العَيدَروس: "وارتفع شأنُه بعد ذلك فأُعطيَ السعدَ في قَلَمِه وكَلِمِه، وصنَّف التصانيف المقبولة التي سارت بها الركبانُ في حياته، ومن أجَلِّها شرحُه على صحيح البخاري مزجًا في عشرة أسفار كبار، لعله أحسَنُ شروحِه وأجمعُها وألخصُها، ومنها المواهب اللدُنِّية بالمنح المحمدية، وهو كتاب جليل المقدار عظيم الوقع كثير النفع، ليس له نظير في بابه، ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغُضُّ منه ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمدُّ منها ولا ينسبُ النقل إليها، وأنَّه ادَّعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا فألزمه ببيان مدَّعاه، فعدد عليه مواضِعَ قال إنه نقَلَ فيها عن البيهقي، وقال إن للبيهقي عدةَ مؤلفات فليذكرْ لنا ما ذكر في أي مؤلفَّاته ليُعلَمَ أنَه نقل عن البيهقي، ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك النقلَ عن البيهقي فنقله برُمَّته، وكان الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن البيهقي، وحكى الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله: أنَّ الشيخ رحمه الله تعالى قصد إزالةَ ما في خاطر الجلال السيوطي فمشى من القاهرة إلى الروضة، وكان السيوطي معتزلًا عن الناس بالروضة فوصل القسطلاني إلى باب السيوطي ودق الباب فقال له: من أنت؟ فقال: أنا القسطلاني جئتُ إليك حافيًا مكشوف الرأس ليطيبَ خاطرُك عليَّ، فقال له: قد طاب خاطري عليك، ولم يفتح له الباب ولم يقابله! وبالجملة فإنه كان إمامًا حافظًا متقنًا جليل القدر حسن التقرير والتحرير، لطيف الإشارة بليغ العبارة، حسن الجمع والتأليف، لطيف الترتيب والتصنيف، كان زينة أهل عصره، ونقاوة ذوي دهره، ولا يقدح فيه تحامُلُ معاصريه عليه، فلا زالت الأكابر على هذا في كل عصرٍ- رحمهم الله" أصيب القسطلاني بالفالج، ثم توفي ليلة الجمعة السابع محرم بالقاهرة ودفن بالمدرسة العينية جوار منزله، ووافق يومُ دفنه الثامن محرم دخولَ السلطان سليم الأول العثماني عَنْوةً إلى مصر وتملُّكه بها.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

بعد أن انتصر السلطانُ العثماني سليم الأول على السلطان المملوكي قانصوه الغوري وقتَلَه في معركة مرج دابق سنة 922، سار إلى مصر، وأرسل السلطان سليم إلى السلطان الجديد طومان باي يعرِضُ عليه الصلح مقابِلَ الاعتراف بسيادة العثمانيين على مصر، غيرَ أن طومان باي رفض ذلك واستعدَّ للقتال، والتقى الطرفان أولًا على حدود بلاد الشام في معركة أولى انهزم فيها المماليك، ثم دخل العثمانيون غزةَ ثم أكملوا مسيرَهم إلى مصر حتى وصلوا إلى الريدانية على أبواب القاهرة، فجرت بين الطرفين معركةٌ انطلق فيها السلطان طومان باي المملوكي إلى مقَرِّ السلطان سليم الأول العثماني ومعه بعضُ الفرسان وقتلوا مَن حوله وأسَروا الوزير سنان باشا وقتَلَه طومان بعد ذلك، ولكن المعركةَ انتهت بانتصار العثمانيين خاصةً؛ لوجود المدافع التي معهم ثمَّ في الثامن من محرم دخل العثمانيون القاهرة، وهرب طومان باي نحو الجيزة غيرَ أنه سقط أسيرًا بأيدي العثمانيين الذين قتلوه في الحادي والعشرين من ربيع الأول من هذا العام، فكان بنهايته نهاية الدولة المملوكيَّة، ثمَّ إنَّ السلطان العثماني سليم الأول بايعه أهلُ مصر، وتنازل له الخليفة العباسي المتوكل على الله محمد بن يعقوب عن الخلافة, وبذلك أيضًا انقضت الخلافة العباسية التي دامت تحت ظلِّ المماليك قرابة المائتين وأربع وستين سنة! وانطوت من التاريخ الخلافةُ في مصر لتبدأ الخلافة من جديدٍ في إستانبول, ولَقَّب السلطانُ سليم الأول نفسَه بخادم الحرمين الشريفين أثناء خطبة الجمعة التي أُلقِيت في الجامع الكبير بحلب.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو السلطان الأشرف طومان باي آخر سلاطين الدولة المملوكية بمصر، ويُذكَر أن أصله من بلاد الغور، اشتراه قانصوه الغوري وقَدَّمه للملك الأشرف قايتباي، ثم وَرِثَه ابنُه الناصر محمد الذي أعتقه. تولى نيابة السلطنة المملوكية في عهد السلطان المملوكي الأشرف قونصوه الغوري، ثم بويع طومان باي بالسلطنة بعد معركة مرج دابق, لكِنَّ أيامه لم تطُلْ؛ فقد هُزم أمام العثمانيين في معركة الريدانية وسقط أسيرًا بأيديهم؛ حيث قتلوه في الحادي والعشرين من ربيع الأول من هذا العام، فكان بنهايته نهايةُ الدولة المملوكية التي دامت قرابة المائتين وخمس وسبعين سنة بقسميها المماليك البحرية والمماليك البرجية الشراكسة.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

لَمَّا دخل السلطانُ سليم الأول القاهرةَ وقتَلَ السلطان المملوكيَّ طومان باي آخِرَ سلاطين دولة المماليك وتنازلَ الخليفة العباسي له بالخلافةِ كُرهًا- على ما قيل- وجاءه أيضًا أشراف الحجاز مع أمير مكة الشريف محمد أبا نمي بن بركات ليَدينوا له بالطاعة وسَلَّموا له مفاتيح الكعبة، فولى السلطان الشريف محمد أبا نمي ولاية الحجاز، ثمَّ بعد أن أقام شهرًا في مصر بعد أن وطَّد فيها دعائم الحُكم ملحِقًا حكم مصر بالشام لنائِبِها، وعين نائبًا له بمصر هو خيري بك، وفرض المذهب الحنفيَّ دون سائر المذاهب في الحكم والقضاء، ثم عاد إلى إستانبول آخذًا معه الخليفة العباسي المتنازل عن الخلافة وآخذًا معه أيضًا مفاتيح الحرمين الشريفين، فأصبح هو بذلك خليفةَ المسلمين وتلقَّب بخادم الحرمين الشريفين.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

بعد أن استطاع العثمانيون القضاء على الدولة المملوكية بمصر وسقوطها، وكانوا قبل ذلك قد استطاعوا أن يسيطروا على الشامِ، ثم بعد مصر على الحجاز، فأضحت الإماراتُ التي كانت تابعةً للماليك تابعةً لهم هم، وكانوا قد توسَّعوا في أوروبا أيضًا، فكان هذا التوسعُ في الشرق والغرب والشمال والجنوب- نصرًا لهم، وانتقلت الخلافة إليهم بعد أن كانت في العباسيين، فكان هذا إعلانًا لقيام الخلافة الإسلاميَّة في الدولةِ العُثمانية.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

لما أخذ السلطان سليم الأول مصر ورأى غالبَ حكامِها من المماليك الذين وَرِثوها عن ساداتهم؛ رأى أنَّ بُعدَ الولايةِ عن مركز الدولة ربما أوجب خروجَ حاكِمِها عن الطاعة وتطَلُّبَه الاستقلال، فجعل حكومة مصر منقسمةً إلى ثلاثة أقسام، وجعل في كل قسم رئيسًا، وجعلهم جميعًا منقادين لكلمة واحدة هي كلمة وزير الديوان الكبير، وجعله مركَّبًا من الباشا الوالي من قِبَله، ومن بيكوات السبع وجاقات، وجعل للباشا مزيةَ توصيل أوامر السلطان إلى المجلس وحَفْظ البلاد وتوصيل الخَراج إلى القسطنطينية، ومنع كلًّا من الأعضاء العلو على صاحبه، وجعل لأعضاء المجلس مزيةَ نقضِ أوامر الباشا بأسبابٍ تبدو لهم وعزله إن رأوا ذلك، والتصديق على جميع الأوامر التي تصدر منه في الأمور الداخلية، وجعل حكَّام المديريات الأربع والعشرين من المماليك، وخَصَّهم بمزية جمع الخَراج في البلاد، وقَمْع العُربانَ وصَدهم عنها والمحافظة على ما في داخلها، وكل ذلك بأوامر تصدرُ لهم من المجلس، وجردَّهم عن التصرف من أنفسِهم، ولقب أحدَهم المقيم بالقاهرة بشيخ البلد، ثم رتب الخراج وقسَّمه أقسامًا ثلاثة، وجعل من القسم الأول ماهية عشرين ألف عسكري بالقطر من المشاة واثني عشر ألفا من الخيالة، والقسم الثاني يرسَل إلى المدينة المنورة ومكة المشرفة، والقسم الثالث يرسَل إلى خزينة الباب العالي، ولم يلتفت إلى راحة الأهالي بل تركها عُرضةً للمضارِّ كما كانت، ومن هذا الترتيب تمكَّنت الدولة العلية من إبقاء الديار المصرية تحت تصرفِها نحو مائتي سنة، ثم أهملت بعد ذلك هذه القوانينَ التي وضعها السلطانُ سليم من حين استيلائِه عليها، وكانت هي الأساس، ولم تلتفت الدولة لما كان يحصُلُ من المماليك من الأمور المخِلَّة بالنظام، فضعُفَت شوكة الدولة وهيبتُها التي كانت لها على مصر، وأخذ البكوات تُكثِرُ من المماليك وتتقَّوى بها، حتى فاقت بقوتها الدولة العثمانية في الديار المصرية، فآل الأمر والنهي لهم في الحكومةِ، وصارت الدولة صوريةً غيرَ حقيقية، وسبب ذلك إكثارُهم من شراء المماليك، ولو كانت الدولة العليَّة تنبهت لهذا الأمر ومنعت بيعَ الرقيقِ، لكانت الأمور باقيةً على ما وضعه السلطان سليم، ولكن غفَلَت عن هذا الأمر كما غفَلَت عن أمور كثيرة؛ ولذلك لحق الأهالي الذلُّ والإهانة، وهاجر كثيرٌ منهم إلى الديار الشامية والحجازية وغيرهما، وخربت البلاد، وتعطلت الزراعة من قلة المزارعين وعدم الاعتناء بتطهير الجداول والخلجان التي عليها مدار الخصب، ونتج من ذلك ومن خوف الدولة العليَّة مِن تمكُّن الباشا في الحكومة: أن تغلَّبَ البكواتُ وصارت كلمتُهم هي النافذةَ، وانفردوا بالتصَرُّف.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

عُيِّن الوزيرُ الأعظم رئيسُ الوزراء العثماني يونس باشا كأوَّل والٍ عثمانيٍّ على مصر.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو الملك الظافر عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر: سلطان اليمن. ولِدَ سنة 866 بالمقرانة محل سلفه، ونشأ في كفالة أبيه فحفظ القرآن واشتغل قليلًا، ثم ملك اليمن بعد أبيه ولقِّب بالملك الظافر، فاختلف عليه بنو عامر فقهرهم وأذعنوا له، وملك اليمن الأسفل وتهامة ثم صنعاء وصعدة وغالبَ ما بينهما من الحصون. كان يحبُّ العلماء ويكرمُهم ويجمع الكتبَ, وكان على جانبٍ عظيم من الدين والتقوى والمشي في طاعة الله تعالى، لا تُعلَمُ له صبوة، وكان ملازمًا للطهارة والتلاوة والأذكار ولا يفتُرُ عن ذلك آناءَ الليل وأطراف النهار، وكان له من أعمال البِرِّ ما لا يُحصى، كبناء المساجد والمدارس وغيرها, ولم تزلْ الحربُ قائمة بينه وبين جماعةٍ من أئمة أهل البيت، فتارة له وتارة عليه. ولما خرج الجراكسة إلى اليمن غلبوه واستولوا على جميع ذخائره، وهي شيءٌ يفوق الحصرَ وأخرجوه من مدائنه وقتلوه قريب صنعاء, وكانت مدة ملكِه إلى انقضاء دولته تسعًا وعشرين سنة إلا أيامًا.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

قامت الدولة العثمانية في تاريخ العشرين من شهر شعبان من هذا العام بإبرام معاهدة تجارية مع البندقية مُنِح بموجبها قنصل البندقية في القسطنطينية الحقَّ في الفصل بأمور تركات رعيته وإرسال ترجمان لحضور المرافعات في القضايا التي يكون أفراد رعيته طرفًا فيها أمام القضاء العثماني، وامتدت هذه المعاهدة إلى مصر والشام بعد استيلاء العثمانيين عليهما، فكانت هذه المعاهدة أساس الامتيازات الأجنبية في البلاد الإسلامية!

العام الهجري : 924 العام الميلادي : 1518
تفاصيل الحدث:

كانت الجزائر قد تعرَّضت لهجمات الإسبان الذين استطاعوا توطيد قدَمِهم في الجزائر، وبرز في تلك الفترة الأخوان عروج باشا وخير الدين بربروسا اللذين استطاعا أن يوقِفا المد الإسباني في البحر؛ حيث كانا بحَّارَين قويين، وكان السلطان العثماني قد منح عروج لقب أمير البحر العثماني، فأصبحت إنجازاته في ميزان الدولة العثمانية، واستطاع عروج أن يستعيد عدَّة مدن جزائرية، فدخلت بذلك الجزائر- أو بدأت تدخل- تحت النفوذِ العثماني بسبب هذين البحارين.

العام الهجري : 924 العام الميلادي : 1518
تفاصيل الحدث:

كان الإسبان قد استولوا على تلمسان عام 915 فقام أمير البحر عروج بن يعقوب بمهاجمة تلمسان بقواته من البر والبحر، بمساعدة حاكمِها أبي حمو موسى الزياني الذي كان يتعاون مع الإسبان، فاستطاع الأمير عروج أن يستوليَ على تلمسان ويستخلصَها من أميرها المتعاوِن، وولى عليها أبو زيان أحمدَ الثاني، فاستنجد أبو حمو بالإسبان الذين كانوا يحتلون وهران، فقدموا بسرعة بقوة كبيرة توغَّلت داخل البلاد وشدَّدت الحصار على عروج بتلمسان واضطرته إلى مغادرتها، ثم لاحَقوا عروج واشتبكوا معه وهو في قلةٍ من رجاله فقاومهم حتى استُشهِد ودُعِيَ أخوه خير الدين حاكمًا على الجزائر.

العام الهجري : 924 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1518
تفاصيل الحدث:

عاد السلطان العثماني سليم الأول إلى إستانبول بعد حملته العسكرية التي استمرت سنتين وشهرين انتصر فيها على الصفويين ودخل عاصمتهم تبريز, وفتح مصر والشام والحجاز، وتعد هذه الحملة هي أطول حملة في التاريخ العثماني.

العام الهجري : 924 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1518
تفاصيل الحدث:

هو القائد البحار التركي عروج باشا بن يعقوب بن يوسف، وهو أخو خير الدين بربروسا باشا, ويرجع أصلُ الأخوين المجاهدينِ إلى الأتراك المسلمين الذين استقرُّوا في جزيرة مدللي إحدى جزر الأرخبيل, وأمهم سيدة مسلمة أندلسية كان لها الأثر على أولادها في تحويل نشاطهم شطرَ بلاد الأندلس التي كانت تئن في ذلك الوقت من بطش الإسبان والبرتغال, وكان لعروج وخير الدين أخوان مجاهدان أيضًا هما إسحاق ومحمد إلياس. قُتل عروج باشا عن عمر يناهز الثمانية والأربعين عامًا على يد الإسبان وهو يدافع عن تلمسان؛ حيث قتلوه وفصلوا رأسه عن جسده وأرسلوه إلى إسبانيا. وعروج باشا أحد كبار القادة البحريين الأتراك الذين كان لهم الدور الأكبر في الحفاظ على الوجود الإسلامي في شمال إفريقيا ومقاومة الهجمات الصليبية على تلك السواحل.

العام الهجري : 925 العام الميلادي : 1519
تفاصيل الحدث:

قام الأسطول البرتغالي بقيادة القائد سواريز بالرسو أمام جدَّة بعد أن اجتاز البحرَ الأحمر، وهذه محاولة منهم للوصولِ إلى مكة، وهم يريدون أن يهدِموا الكعبة ومِن ثمَّ يصِلون إلى المدينة، ويريدون أن ينبشوا القبر النبوي الشريف ليُساوموا به على القُدس، وهذا الأمر ليس بأوَّل مرة؛ فقد حاولوا قبل ذلك لكنَّهم فشلوا، وفي هذه الحملة تعرَّض الأسطول البرتغالي إلى عواصِفَ شديدة شتَّتت سفنه, ولما علم بهذا الحصار النائبُ العثماني على مصرَ خيري بك، قام بتوجيه أسطول بحري بقيادة سليمان الريس الرومي، فلما علم سواريز البرتغالي بقدومه انسحب من جدة إلى عدن، ومنها إلى الهند.