الموسوعة الفقهية

المبحث الثَّاني: نيَّةُ المُذَكِّي


يُشتَرَطُ أن يَنويَ المذَكِّي الذَّكاةَ عند الذَّبحِ، وهو مَذهَبُ الجُمْهورِ: الحَنَفيَّةِ [342] التَّسميةُ عندهم دليلٌ على النيَّةِ. ((الهداية)) للمرغيناني (4/62)، ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (5/288)، ((العناية)) للبابرتي (9/487)، ((الفتاوى الهندية)) (5/285)، ((الدر المختار وحاشية ابن عابدين)) (6/297).   ، والمالِكيَّةِ [343] ((مواهب الجليل)) للحطاب (4/312)، ((التاج والإكليل)) للمواق (3/213)، ويُنظر: ((البيان والتحصيل)) لابن رشد الجد (3/270).   ، والحَنابِلةِ [344] ((المبدع)) لابن مفلح (9/188)، ((الإنصاف)) للمرداوي (10/290)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (6/205).  
الأدلَّة:
أوَّلًا: مِنَ الكتاب
قَولُه تعالى: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ [الأنعام: 118]
وجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ المعنى: كُلُوا ممَّا قُصِدَ إلى ذكاتِه، فكَنَّى عَزَّ وجَلَّ عن التَّذْكيةِ بذِكرِ اسمِه، كما كنَّى عن رَميِ الجِمارِ بذِكرِه؛ حيثُ يقولُ: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة: 203] [345] ((البيان والتحصيل)) لابن رشد الجد (17/619).  
ثانيًا: مِنَ السُّنَّة
قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيُبها، أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه )) [346] أخرجه البخاري (1)، ومسلم (1907).  
ثالثًا: أنَّها عِبادةٌ؛ لاشتِراطِ الصِّفةِ فيها والعَدَدِ، فوجَبَ أن يكونَ مِن شَرْطِها النيَّةُ [347] ((بداية المجتهد)) لابن رشد (2/211).  

انظر أيضا: