موسوعة اللغة العربية

تمهيدٌ: أفعَلُ التفضيلِ


يصاغُ أفعَلُ التفضيلِ ممَّا يصِحُّ صَوغُ "أفعَل" التعجُّب منه، فيأتي من الفِعْلِ الثلاثيِّ التَّامِّ القابِلِ للتفاوُتِ المتصَرِّف المَبْنيِّ للمعلومِ، الذي ليس فاعِلُه على (أفعل).
فلا يُصاغُ من الفِعْلِ النَّاقِصِ؛ لعدَمِ دَلالتِه على الحَدَثِ، ولا من غيرِ الثلاثيِّ؛ لئلا نضطَرَّ إلى حذفِ أحرُفِ المعاني أو الحروفِ الأصليَّةِ، في مِثْلِ: دَحْرَج وبَسْمَل ونحوها من الرباعيِّ المُجَرَّد، ولا من غيرِ القابِلِ للتفاوُتِ؛ فلا يقال: محمدٌ أَمْوَتُ من عليٍّ؛ إذ الموتُ لا تدرُّجَ فيه، ولا من الجامِدِ، مِثْلُ: عسى وليس وبِئْس ونِعْم؛ إذ لن نستطيعَ صَوغَها على أفعَل، ولا من المَبْنيِّ للمجهولِ، ولا ممَّا فاعِلُه على أفعَل؛ مِثْلُ: أحمر وأصفر وأعرج ونحو ذلك.
وشذَّ هنا مِثْلَ ما شذَّ في التعجُّبِ؛ فقالوا: أقْمَن، مِن "قَمِنٌ" وهو وصفٌ لا فِعْلَ له، وكذا قالوا: ألَصُّ من فلانٍ، من "لص" وهو وصفٌ أيضًا لا فِعْلَ له، وقالوا: أحمَقُ وأهوَجُ وأنْوَك، وفاعِلُه على وزن أفعَل، وقالوا: هو أعطاهم للدينارِ وأولاهم للمعروفِ، وفِعْلُهما غيرُ ثلاثيٍّ، وقالوا: أخصَرُ من كذا، من "اختصر" غير الثلاثيِّ.
ويصاغ "أفعل التفضيل" ممَّا لم يستوفِ الشُّروطَ كما يصاغُ التعَجُّبُ؛ فنأتي بوَصفٍ مناسبٍ على وزن "أفعل" ثم بَعْدَه المَصْدَرُ منصوبًا على التمييز. تَقولُ: أشدُّ استخراجًا، أسرعُ دحرجةً، أفدَحُ موتًا، أكثرُ مالًا .... تَقولُ: الكرةُ أسرعُ دحرجةً من المكعَّبِ.
الكرة: مُبتَدَأٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
أسرع: خَبَرٌ مَرفوعٌ، وعَلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ الظَّاهِرةُ.
دحرجة: تمييز منصوبٌ، وعَلامةُ نَصبِه الفَتحةُ الظَّاهِرةُ.
من: حَرفُ جَرٍّ مَبْنيٌّ على السُّكونِ.
المكعب: اسمٌ مَجرورٌ بمن وعلامةُ جَرِّه الكَسْرةُ الظَّاهِرةُ.

انظر أيضا: