موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الرَّابع: الفَيْرُوزابادي (ت: 817هـ)


أبو طاهرٍ مَجْدُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ يَعقوبَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ عُمَرَ، بنِ أبي بَكرِ بنِ أحمَدَ بنِ مَحمودِ بنِ إدريسَ بنِ فَضلِ اللهِ ابنِ الشَّيخِ أبي إسحاقَ إبراهيمَ بنِ عَلِيِّ بنِ يُوسُفَ بنِ عَبدِ اللهِ الْمَجْدِ، الشَّافِعيُّ الشِّيرازيُّ، الفَيْروزاباديُّ، اللُّغَويُّ.
مَوْلِدُه:
وُلد بكازرون من أعمالِ شِيراز سنةَ تِسعٍ وعِشرينَ وسَبْعِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
والِدُه، والقَوَّامُ عَبدُ اللهِ بنُ النَّجمِ، ومُحَمَّدُ بنُ يوسُفَ الأنصاريُّ، والشِّهابُ أحمَدُ بنُ عليٍّ الدِّيوانيُّ، والتَّاجُ بنُ السَّباكِ، والسرَّاج عُمرُ بنُ عليٍّ القزوينيُّ، وابنُ الخَبَّازِ، وابنُ القيِّمِ، والتَّقِيُّ السُّبكيُّ، والفَرضيُّ، وابنُ نَباتةَ، والشَّيخُ خَليلٌ المالِكيُّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ، والمقريزيُّ، والبُرهانُ الحَلَبيُّ، والصَّفَديُّ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
الإمامُ الكَبيرُ الماهِرُ في اللُّغةِ وغَيرِها مِنَ الفُنونِ، لَيسَ له نَظيرٌ في زَمانِه نَظمًا ونَثرًا بالفارِسيِّ والعَرَبيِّ، تَفقَّه ببِلادِه وطَلَبَ الحَديثَ وسَمِعَ مِنَ الشُّيوخِ ومَهرَ في اللُّغةِ وهو شابٌّ، وكان قَويَّ الحافِظةِ، يَحفَظُ مِائةَ سَطرٍ كُلَّ يَومٍ قَبلَ أن يَنامَ، وله مُجاوَرةٌ في الحَرَمَينِ، وكان كَثيرَ الكُتُبِ جِدًّا، ولا يُسافِرُ إلَّا وبصُحبَتِه عِدَّةُ أحمالٍ مِنَ الكُتُبِ، واشتَهرَت فضائِلُه وكَتَبَ النَّاسُ تَصانيفَه.
عَقيدتُه:
أكثَرَ الفَيْروزاباديُّ في كُتُبِه من تأويلِ الصِّفاتِ، على نحوِ مَنهَجِ الأشاعِرةِ؛ فمِن ذلك قَولُه في الفِعلِ «استوى»: ((ومتى عُدِّي بــ"على" تضمَّن معنى الاستيلاءِ، نحو: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5] )) [669] ينظر: ((بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز)) للفيروزابادي (2/ 107). .
وقال في قَولِه تعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ [القلم: 42] : ((عَن أَمرٍ كَانُوا فِي عَمًى مِنْهُ فِي الدُّنْيَا، وَيُقَال: عَن أَمرٍ شَدِيدٍ فظيعٍ، وَيُقَال: عَن عَلامَةٍ بَينهم وَبَين رَبِّهم)) [670] ينظر: ((تنوير المقباس من تفسير ابن عباس)) للفيروزابادي (ص: 482). .
وقال في قَولِه تعالى: كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [القصص: 88] : ((قيل: إنَّ الوَجْهَ زائِدٌ، والمعنى: كُلُّ شَيءٍ هالكٌ إلَّا هو. وقَولُه تعالى: وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 27] قيل: المعنى ذاتُه، وقيل: الوَجهُ زائِدٌ، وقيل: المعنى: إلَّا التوَجُّهُ إلى اللهِ بالأعمالِ الصَّالحةِ. ويُروى أنَّه قيل لأبي عبدِ اللهِ الرِّضا: إنَّ بَعْضَ العُلَماءِ يَقولُ: الوَجهُ زائِدٌ، والمعنى: كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إلَّا هو. فقال: سُبحانَ اللهِ! لقد قالوا قولًا عظيمًا، إنما عَنَى الوَجهَ الذى يُؤتى منه، ومعناه: كُلُّ شَيءٍ مِن أعمالِ العِبادِ هالِكٌ إلَّا ما أُريدَ به وَجهُ اللهِ. وعلى هذا الآياتُ الأُخَرُ)) [671] ينظر: ((بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز)) للفيروزابادي (5/ 166). .
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((القاموس المحيط))، وكتاب: ((المغانم المُطابة في معالم طابة))، وكتاب: ((بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز))، وكتاب: ((نُزهة الأذهان في تاريخ أصبهان))، وكتاب: ((سِفر السعادة)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ سبعَ عَشْرةَ وثَمانِ مِائةٍ [672] يُنظر: ((الضوء اللامع لأهل القرن التاسع)) للسخاوي (10/ 79)، ((طبقات الشافعية)) لابن قاضى شهبة (4/ 63)، ((بغية الوعاة)) (1/ 273)، ((كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون)) للحاج خليفة (2/ 1306)، ((البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع)) للشوكاني (2/ 280)، ((الأعلام)) للزركلي (7/ 146). .

انظر أيضا: