موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ السَّابعُ: أبو البقاءِ العُكْبَرِيُّ (ت: 616 هـ)


أبو البقاءِ، مُحِبُّ الدِّينِ، عَبدُ اللهِ بنُ الحُسَينِ بنِ عَبدِ اللهِ، العُكْبَريُّ، البَغْداديُّ، الحنبليُّ، النَّحْويُّ.
مَوْلِدُه:
وُلِد سَنةَ ثمانٍ وثلاثينَ وخَمسِ مِائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
عليُّ بنُ عَساكِرَ البَطائحيُّ، وابنُ الخشَّابِ، وأبو يَعْلَى الصَّغيرُ مُحَمَّدُ بنُ أبي خازمٍ، وأبي حكيمٍ النَّهروانيُّ، وأبو زُرعةَ المَقْدِسيُّ.
ومِن تَلَامِذَتِه:
ولده عبدُ الرَّحمنِ، وابن الدبيثي، وابنُ النَّجَّارِ، وأحمَدُ بنُ عَليِّ بنِ مَعقِلٍ، ومجدُ الدِّينِ ابنُ تَيميَّةَ.
مَنْزِلَتُه وَمَكَانَتُه:
كان إمامًا كَبيرًا، أُصيبَ في صِبَاه بالجُدريِّ فعَمِيَ، وكان دَيِّنًا وَرِعًا، صالِحًا مُتَقَلِّلًا، حَسَنَ الأخلاقِ، قَليلَ الكَلامِ فيما لا يُجدي نَفعًا، لم يَخرُج مِن رَأسِه كَلِمةٌ إلَّا في عِلمٍ أو ما لا بُدَّ له مِنه في مَصالِحِ نَفسِه، وكان رَقيقَ القَلبِ، تَفرَّدَ في عَصرِه بعِلمِ العَرَبيَّة والفرائِضِ، وعليه كان يُعتَمَدُ في عِلمِ النَّحوِ، وكان إمامًا في الفِقهِ فَرضيًّا حاسِبًا قارِئًا شَيخَ وَقتِه في عِلمِ الأدَبِ واللُّغةِ والإعرابِ، لِفُنونٍ مِنَ العُلومِ.
ومِن شِعْرِه:
بك أضحى جِيدُ الزَّمانِ مُحَلَّى
بعد أن كان من حُلاه مخَلَّى
لا يجاريك في نجاريك خَلقٌ
أنت أعلى قَدْرًا وأعلى محَلَّا
عَقيدتُه:
قال ياقوتٌ الحَمَويُّ: ((كان رحمه اللهُ دَيِّنًا وَرِعًا صالحًا حَسَنَ الخُلُقِ)) [548] ينظر: ((معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)) لياقوت الحموي (4/ 1516) ، وقال ابنُ النَّجَّارِ: ((كان ثِقةً مُتدَيِّنًا حَسَنَ الأخلاقِ مُتواضِعًا)) [549] ينظر: ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (13/ 472) . وقال الذَّهَبيُّ: ((وكان ذا حَظٍّ من دينٍ وتعبُّدٍ وأورادٍ)) [550] ينظر: ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (22/ 93) .
وتدُلُّ مصنَّفاتُه على أنَّه كان على اعتِقادِ أهلِ السُّنَّةِ؛ فمِن ذلك قَولُه في تفسيرِ قَولِه تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى [طه: 5، 6]: ((وقال بعضُ غُلاةِ المُعتَزِلةِ: "إلى" هاهنا: اسمٌ بمعنى النِّعمةِ، أي: مُنتَظِرةٌ نِعْمةَ رَبِّها، والمرادُ أصحابُ الوُجوهِ!)) [551] ينظر: ((التبيان في إعراب القرآن)) للعكبري (2/ 1255) .
ومنه قَولُه في إعرابِ قَولِه تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ [طه: 5، 6]: ((وقال بَعْضُ الغُلاةِ: «ما» فاعِلُ «استوى»، وهو بعيدٌ، ثمَّ هو غيرُ نافِعٍ له في التَّأويلِ؛ إذ يبقى قَولُه: (الرَّحمنُ على العَرْشِ) كلامًا تامًّا، ومنه هَرَب، وفي الآيةِ تأويلاتٌ أُخَرُ لا يدفَعُها الإعرابُ)) [552] ينظر: ((التبيان في إعراب القرآن)) للعكبري (2/ 885) .
مُصَنَّفَاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((شرح ديوان المتنبِّي))، وكتاب: ((إعراب لامية الشَّنْفَرى))، وكتاب: ((التِّبيان في إعراب القُرآن))، وكتاب: ((اللُّباب في عِلَل البناء والإعراب))، وكتاب: ((مَسائِل خلافيَّة في النَّحْو)).
وَفَاتُه:
تُوفِّي سَنةَ سِتَّ عَشْرة وسِتِّ مِائةٍ [553] يُنظَر: ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقفطي (2/ 116)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (22/ 91)، ((مجمع الآداب في معجم الألقاب)) لابن الفوطي (5/ 17)، (ص: 217)، ((تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة)) لصالح آل عثيمين (2/ 751). .

انظر أيضا: