موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الثَّاني عَشَرَ: الأَخْفَشُ الكَبِيرُ (ت: 177 هـ)


أبو الخَطَّابِ عبدُ الحميدِ بنُ عبد المجيدِ، البصريُّ، مولى قَيسِ بنِ ثَعْلَبَة، شَيْخُ العَرَبِيَّة، الإمامُ الحُجَّةُ في النَّحْوِ واللُّغَةِ.
مِن شُيوخِه:
أبو عَمْرو بنُ العَلَاءِ وطبقته.
ومِن تَلامِذَتِه:
يُونُسُ بنُ حَبِيبٍ، وسِيبَوَيْهِ، وعِيسَى بن عُمَر النَّحْوِيُّ، وأبو عُبَيْدة مَعْمَر بن المُثَنَّى، والكِسَائِي.
مَنزِلتُه ومكانتُه:
كان أبو الخَطَّاب عالِمًا وإمامًا مُقَدَّمًا في النَّحْوِ واللُّغَة، وكان له ألفاظٌ لُغَويَّة غريبةٌ يَتَفَرَّد بها عن العَرَب؛ مِن ذلك أنه قال: الخُفْخُوف طائرٌ، ولم يُذكَر هذا عن لُغَويٍّ غيرِه [65] جاء في ((تاج العروس)): (والْخُفْخُوفُ، بِالضَّمِّ: طائِرٌ، نقَلهُ ابنُ دُرَيْدٍ عن أبِي الخطَّابِ الأَخْفَشِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه. وقال المُفَضَّلُ: هُوَ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا طَارَ، ويُقَال لَهُ: المِيسَاقُ). يُنظَر: ((تاج العروس)) (23/ 236). .
وقِيل: هُوَ أوَّلُ مَن فَسَّر الشِّعْرَ تحْت كلِّ بَيت، ومَا كان النَّاسُ يعْرِفونَ ذَلِك قبْله، وإنَّمَا كانوا إذا فرَغوا من القصيدة فَسَّرُوها.
وكان أبو الخَطَّابِ إبَّانَ دولةِ الرشيد، ولولا سِيبَوَيْهِ لَمَا كان يُعرَفُ؛ فإنَّ الأخفَشَ الأوسَطَ تلميذُ سِيبَوَيْهِ هو المشْهورُ.
نقل عنه سِيبَوَيه في كتابِه أكثَرَ من أربعين مرَّةً؛ يقول: (حدَّثَنا أبو الخطَّابِ - زعَم أبو الخطَّابِ - وتصْديقُ ذلك أنَّ أبا الخطَّاب كان يقولُ...).
والأَخَافِش المَشْهُورون مِن النُّحَاة ثَلَاثَة: أكبَرُهم أبو الخطَّاب، والأوسَطُ: سعيدُ بنُ مَسْعَدَةَ تِلْمِيذُ سِيبَوَيْه، والأخيرُ -أو الأصغَرُ-: عليُّ بنُ سُلَيمانَ.
وفاتُه:
تُوفِّي في سنةِ سَبعٍ وسَبعينَ ومائةٍ. وقيل في غَيرِها [66] يُنظَر: ((طبقات النحويين واللغويين)) لمحمد بن الحسن الزُّبَيدي (ص 40)، ((تاريخ العلماء النحويين)) للتَّنُوخي (ص 138)، ((إنباه الرواة على أنباه النحاة)) للقِفْطي (2/ 157)، ((تاريخ الإسلام)) للذهبي (4/ 772)، ((البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة))، للفيروزابادي (ص 130)، ((النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة)) ليوسف بن تغري بردي (2/ 86). .

انظر أيضا: