موسوعة اللغة العربية

الفَصلُ الحادي عَشَرَ: أبو عبدِ اللهِ القَاسِمُ بنُ مَعْنٍ (ت: 175 هـ)


أبو عبدِ اللهِ القَاسِمُ بنُ مَعْنِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، الهُذَليُّ المَسْعودي، الإمَامُ الفَقِيهُ، المُجْتَهِدُ، النَّحْويُّ اللُّغَويُّ، الكوفي، قَاضِي الكُوفَة وَمُفْتِيهَا في زَمَانِه.
مَوْلِدُه:
بعد سنةِ مائةٍ.
مِن مَشَايِخِه:
مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِر، وَحُصَيْنُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن، وعبدُ المَلِك بن عُمَيْر، وهِشَام بن عُرْوَة، وسُلَيْمَان الأَعْمَش، وعَاصِمٌ الأَحْوَل، ودَاودُ بنُ أبي هِنْد.
ومِن تَلَامِذَتِه:
عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِي، وأبو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بنُ دُكَين، ومُعَلَّى بن مَنْصُور، وأبو غَسَّان النَّهْدِي، والمُعَافَى بن سُلَيْمَان، وعبدُ اللهِ بنُ الوَلِيد العَدَنِي، ومِنْجَابُ بنُ الحَارِث، والليثُ بنُ المُظَفَّر، ويحيى بْن زيادٍ الفَرَّاءُ.
مَنزِلتُه ومكانتُه:
كان القَاسِمُ بنُ مَعْنٍ رحمه الله كَبِيرَ الشَّأْن، إمَامًا فَقِيهًا ثِقَةً، نَحْوِيًّا، أَخْبَارِيًّا، مِن أَرْوَى النَّاسِ لِلْحَدِيثِ وَالشِّعْرِ، وَأَعْلَمِهم بِالعَرَبِيَّةِ وَالفِقْهِ، كان يُقال له: (شَعْبِيُّ زَمَانِهِ).
وهو رحمه الله مِن أَكْبَرِ تَلامِذَةِ الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ، وكان عَفِيفًا صَارِمًا، إمَامًا في السَّخَاء والمُروءَة، وَلِيَ قَضَاءَ الكُوفَة، وكان لا يَأخُذُ على القضاءِ شَيئًا.
قَال إسماعيلُ بْنُ حمَّاد: قلتُ للكِسائيِّ: القاسمُ بْن مَعْنٍ قد قدَّمْتُموه في العِلمِ والنَّسَبِ والفَضْلِ، فحُجَجُ النحْوِ كيف صِرتُم تَأخُذونَها عنه؟ قال: تَجمَّع لنا في القاسمِ ثلاثٌ لا تَجتمِع في غيرِه: الحفظُ لِما يَسمَعُ، والعِلمُ بما يَعي، والصِّدقُ فيما يؤدِّي.
عَقيدتُه:
كان القاسِمُ ثِقةً صارِمًا عَفيفًا، لم يكُنْ يأخُذُ على القَضاءِ شَيئًا، غَيْرَ أنَّه كان يذهَبُ إلى شيءٍ من الإرجاءِ، كما ذكَرَه عنه أبو داودَ [62] ينظر: ((تهذيب الكمال في أسماء الرجال)) للمزي (23/ 450). . ولعَلَّ هذا الذي ذهَبَ إليه القاسِمُ هو إرجاءُ الفُقَهاءِ، وهم على ذلك في عِدادِ أهلِ السُّنَّةِ؛ قال شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَّةَ: (وأمَّا المُرجِئةُ فليسوا من هذه البِدَعِ المُعضِلةِ، بل قد دخل في قَولِهم طوائِفُ مِن أهلِ الفِقْهِ والعِبادةِ، وما كانوا يُعَدُّونَ إلَّا مِن أهلِ السُّنَّةِ، حتى تغلَّظ أمْرُهم بما زادوه من الأقوالِ المُغَلَّظةِ) [63] ينظر: ((مجموع الفتاوى)) لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/357). .
مُصنَّفاتُه:
مِن مُصَنَّفَاتِه: كتاب: ((النَّوَادِر فِي اللُّغَة))، وكتاب: ((غَرِيب المُصَنَّفِ)).
وفاتُه:
تُوفِّي بالكوفةِ سنةَ خَمسٍ وسبعينَ ومائةٍ [64] يُنظَر: ((أخبار القضاة)) لوكيع (3/ 175)، ((الثقات)) لابن حبان (7/ 339)، ((طبقات النحويين واللغويين)) لمحمد بن الحسن الزُّبَيدي (ص 133)، ((معجم الأدباء)) لياقوت الحَمَوي (5/ 2230)، ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (8/ 191)، (البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة)) للفيروزابادي (ص 235)، ((تهذيب التهذيب)) لابن حجر (8/ 339)، ((بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)) للسيوطي (2/ 263)، ((الأعلام)) للزِّرِكْلي (5/ 186). .

انظر أيضا: