موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الرَّابعُ: منهَجُ الكتابِ


جاء الكتابُ في مائةٍ واثنينِ وسِتِّينَ بابًا، تبدأ بالحديثِ عن الفرقِ بَينَ الكلامِ والقولِ، ثمَّ عن اللُّغةِ وماهيَّتِها، وعلى ماهيَّةِ النَّحوِ والإعرابِ والبناءِ، ثمَّ عن أصلِ اللُّغةِ: أهي إلهامٌ أم اصطلاحٌ، ثمَّ يبدأُ الكتابَ في الحديثِ عن مسائِلَ في أصولِ اللُّغةِ، فيتحدَّثُ في القياسِ وعِلَلِ العَرَبيَّةِ، وكُلُّ ذلك يأتي في أبوابٍ قد يبدو أنَّه لا رابِطَ بينها، غيرَ أنَّها في مجموعِها تنتَظِمُ موضوعًا واحدًا وهو (خصائصُ العَرَبيَّةِ وأصولها)، فابنُ جِنِّي على عكسِ من سبقوه لا يتحدَّثُ عن اللُّغةِ في قواعِدِها وبيانِ عِلَلِها، إنَّما ينظُرُ بنَظرةٍ ثاقبةٍ عميقةٍ دقيقةٍ إلى ظواهِرِ اللُّغةِ والنَّحوِ، فيُفسِّرُ الظَّواهِرَ اللُّغويَّةَ ويستخلِصُ من أساليبِ اللُّغةِ قواعِدَ أُصوليَّةً لضَبطِ السَّماعِ، واستنباطِ العِلَلِ، ووضْعِ المقاييسِ، وبيانِ سِماتِ العَرَبيَّةِ التي تميِّزُها عن غيرِها من اللُّغاتِ، وهو في ذلك يُلقي إلى القارئِ بالقواعِدِ النَّحويَّةِ والصَّرفيَّةِ والصَّوتيَّةِ والدَّلاليَّةِ، منتَظِمةً في سِلكٍ واحدٍ، وإحكامٍ مُتقَنٍ [400] يُنظر: ((تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب)) لمحمد المختار (ص: 194، 195). .

انظر أيضا: