موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الخامِسُ: أهمِّيَّةُ الكتابِ


ترجِعُ أهمِّيَّةُ كتابِ "الخصائص" لابن جِنِّي إلى أمورٍ؛ منها:
كتابُ "الخصائص" أوَّلُ كتابٍ يُؤلَّفُ في أصولِ النَّحوِ واللُّغةِ على غرارِ كُتُبِ أصولِ الفِقهِ؛ فقد استطاع ابنُ جِنِّي تطبيقَ فِكرِ الأصوليِّينَ على المباحِثِ اللُّغويَّةِ والنَّحويَّةِ.
الشُّموليَّةُ التي امتازت بها بحوثُه في اللُّغةِ؛ فقد أبرز الكتابُ خصائِصَ اللُّغة وأصولَها، وقد كان مَن سبقَه يقتَصِرُ في بحوثِه على استنباطِ القواعِدِ واستخراجِ عِلَلِ تلك القواعِدِ، وبيانِ موافقتِها القياسَ أو عدَمِ موافَقتِها، أمَّا هو فقد نظر إلى ظواهِرِ اللُّغةِ والنَّحوِ بصورةٍ متكامِلةٍ، أي: نظر إلى اللُّغةِ من حيثُ كونُها نظامًا واحدًا.
حوَّل ابنُ جِنِّي في كتابِه "الخصائص" نظريَّاتِ النُّحاةِ إلى نظامٍ لُغويٍّ مُحكَمٍ يتجاوزُ حَقلَ اللُّغةِ نفسِها بصفتِها ألفاظًا ومعانيَ؛ ليتناوَلَ الأسُسَ التي تنطَلِقُ منها اللُّغةُ؛ فيما يُعرَفُ اليومَ باسمِ "اللِّسانيَّاتِ"، أو "عِلمِ اللُّغةِ" [401] يُنظر: ((تاريخ النحو العربي في المشرق والمغرب)) لمحمد المختار (ص: 194 - 197). .

انظر أيضا: