موسوعة اللغة العربية

المَبحَثُ الأوَّلُ: سببُ تأليفِ الكتابِ


كتابُ "الخصائِص" قدَّمه ابنُ جِنِّي لبهاءِ الدَّولةِ البُوَيهيِّ الذي أمسَك بزمامِ الدَّولةِ العبَّاسيَّةِ سَنةَ 379هـ، حتى 403هـ.
ويذكُرُ ابنُ جِنِّي أنَّ موضوعَ الكتابِ كان يدورُ في خَلَدِه، وشغَلَه مدَّةً من الزَّمنِ؛ إذ إنَّ موضوعَه (من أشرَفِ ما صُنِّفَ في عِلمِ العَرَبِ، وأذهَبِه في طريقِ القياسِ والنَّظَرِ، وأعوَدِه عليه بالحَيطةِ والصَّونِ، وآخَذِه له من حِصَّةِ التَّوقيرِ والأَوْنِ، وأجمَعِه للأدِلَّةِ على ما أُودِعَتْه هذه اللُّغةُ الشَّريفةُ من خصائِصِ الحكمةِ، ونِيطَت به من علائِقِ الإتقانِ والصَّنعةِ) [392] ((الخصائص)) لابن جني (1/ 1). ، وكان ابنُ جِنِّي يَوَدُّ أن يجِدَ وَقتًا ليضَعَ كتابَه؛ فقد كان (عاكِفَ الفِكرِ عليه، منجَذِبَ الرَّأيِ والرَّويَّةِ إليه) [393] ((الخصائص)) لابن جني (1/ 1). ، كما أنَّه لم يسبِقْ أحدٌ أنْ ألَّف في مِثلِ هذا الموضوعِ من المدرستَينِ البَصريَّةِ والكوفيَّةِ؛ يقولُ ابنُ جِنِّي: (وذلك أنَّا لم نَرَ أحدًا من عُلَماءِ البلدَينِ تعَرَّض لعمَلِ أصولِ النَّحوِ على مذهَبِ أصولِ الكلامِ والفِقهِ) [394] ((الخصائص)) لابن جني (1/ 2). ، حتى كَثُرت المسائِلُ الخاصَّةُ بالكتابِ من أحَدِ جُلَسائِه، وأشار عليه بوضعِ الكتابِ، فاجتمع له الأمرانِ معًا: وجوبُ تأليفِه في هذا الشَّأنِ لشَرَفِه وعظيمِ خَطَرِه، وإرادتُه أن يجيبَ هذا السَّائِلَ، فعَمَد إلى تأليفِ الكتابِ [395] يُنظر: ((الخصائص)) لابن جني (1/ 3). .

انظر أيضا: