موسوعة اللغة العربية

المَطْلَبُ الثَّاني: تَعْريفُ المُسنَدِ


قد يَأتي المُسنَدُ مَعْرفةً، فيُفيدُ أحدَ تلك الأمورِ:
1- قصْرَ المُسنَدِ على المُسنَدِ إليه حَقيقةً: تقولُ: مُحمَّدٌ الرَّئيسُ في البلَدِ، وذلك إذا لم يكنْ في بلدِه رَئيسٌ غيرُه.
2- قصْرَ المُسنَدِ على المُسنَدِ إليه لا على سَبيلِ الحَقيقةِ، بل على سَبيلِ المُبالَغةِ: تقولُ: عليٌّ الشُّجاعُ، أيْ: الكامِلُ في الشَّجاعَةِ، كأنَّك تقولُ: لا شُجاعَ إلَّا عليٌّ؛ لأنَّك لا تَعتَدُّ بشَجاعَةِ غيرِه؛ لقُصورِها عن رُتْبةِ الكَمالِ.
3- قصْرَ المُسنَدِ على المُسنَدِ إليه على سَبيلِ الحَقيقةِ، لكنْ لا باعْتبارِ ذاتِه، بل باعْتبارِ القيْدِ بظرْفٍ أو حالٍ، كما تقولُ: هو الوَفيُّ حينَ لا تَظُنُّ نفْسٌ بنفْسٍ خيْرًا، فالمَقْصودُ هو الوَفاءُ في هذا الوقتِ لا مُطلَقًا، ونحْوُه: هو الشُّجاعُ حين يُحجِمُ الأبْطالُ.
4- قصْرَ المُسنَدِ على المُسنَدِ إليه باعْتِبارِ ظرْفٍ أو حالٍ، لكنْ على سَبيلِ المُبالَغةِ لا الحَقيقةِ، كقولِ الخَنْساءِ: الوافر
إذا قبُحَ البُكاءُ على قَتيلٍ
رأيتُ بكاءَكَ الحسَنَ الجَمِيلَا
فالخَنْساءُ لا تَقصُرُ البُكاءَ الحسَنَ على أخيها وحدَه، وإنَّما أرادتْ أنْ تُصوِّرَه بأنَّه في جنْسِه حسَنٌ ظاهِرُ الحُسْنِ [243] ينظر: ((الإيضاح في علوم البلاغة)) للقزويني (2/ 129)، ((علوم البلاغة)) للمراغي (ص: 122). .
5- إفادةُ السَّامعِ حُكمًا على أمرٍ مَعلومٍ عندَه بأمرٍ آخَرَ مِثلِه: نحْوُ: هذا الخطيبُ، وذاك النَّقيبُ، إذا كان المخاطَبُ يَعلَمُ المُسنَدُ إليه ولكنْ لا يَعلَمُ نِسبةَ هذا لذاك، وهذا معنى إفادةِ السَّامعِ الحكمَ على أمرٍ معلومٍ بأمرٍ مَعلومٍ؛ فالمجهولُ عنده الحكمُ والنِّسبةُ، وتَعريفُ المسنَدِ للإفادةِ بها، و"أل" حينئذٍ تُفيدُ العهْديَّةَ.

انظر أيضا: