موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: دَرَجاتُ الحَذَرِ واليَقَظةِ والحَيطةِ


يمكِنُنا اعتبارُ الحَذَرِ واليَقَظةِ والحَيطةِ في الأمورِ مُندَرِجةً تحتَ درجَتَينِ:
الأُولى: الحَذَرُ والحَيطةُ واليَقَظةُ فيما يَصدُرُ عنَّا من أقوالٍ وأفعالٍ، فالمُسلِمُ العاقلُ الفَطِنُ لا يقولُ ولا يفعَلُ شيئًا إلَّا بعدَ تيقُّظٍ وحُسنِ نَظَرٍ فيه وحَذَرٍ من عواقِبِه، واحتياطٍ لِما ينتُجُ عنه، وما يترَتَّبُ عليه من عواقِبَ، فهو يحسُبُ حِسابَ ما يقولُ وما يفعَلُ.
الثَّانيةُ: الحَذَرُ والحَيطةُ واليَقَظةُ لِما يدورُ حولَنا وما نراه أو نسمَعُه أو نعايِشُه من وقائِعَ وأحداثٍ؛ فالمُسلِمُ لا ينبغي أن يكونَ لاهيًا غافِلًا عمَّا يدورُ حولَه من أمورٍ، سواءٌ كانت خاصَّةً أم عامَّةً، وعليه دائمًا أن يكونَ يَقِظًا نابهًا؛ لا سيَّما مع عدوِّه الذي يتربَّصُ به أو يكيدُ له [2956] يُنظَر: ((تحفة الأبرار)) لناصر الدين البيضاوي (3/268)، ((فيض الباري)) للكشميري (6/159)، ((تفسير المنار)) لمحمد رشيد رضا (5/204)، ((أخلاق القرآن)) لأحمد الشرباصي (2/ 80). .
ويمكِنُنا باعتبارٍ آخَرَ تقسيمُ يَقَظةِ المُسلِمِ وحَيطتِه وحَذَرِه إلى درجتَينِ:
الأُولى: في أمورِ دينِه، وهذا واجِبٌ على المُسلِمِ لا ينبغي أن يغفُلَ عنه، بل ليس هناك أَولى في حياتِه وأهَمُّ أن يحتاطَ فيه وأن يحذَرَ من التَّفريطِ فيه أو الغَفلةِ عنه، مِثلُ أمورِ دينِه وعلاقتِه برَبِّه، ثمَّ مع النَّاسِ مِن خلالِ الالتِزامِ بتعاليمِ الدِّينِ، والحَذَرِ من مخالفتِها أو الإعراضِ عنها.
الثَّانيةُ: في شأنِ دُنياه، بأن يتفَطَّنَ لأمرِ مَعاشِه، ويحذَرَ من ضياعِ عُمُرِه فيما لا يعودُ عليه بنَفعٍ وخيرٍ، وأن يحذَرَ زينةَ الدُّنيا وبَهْرَجَها، فتُفسِدَ عليه دُنياه وتُلقيَ بأثَرِها على دينِه، وكذا الحَذَرُ من الخِداعِ بالدُّنيا، أو الانخِداعِ فيها من غَيرِه [2957] يُنظَر: ((إرشاد الساري)) للقسطلاني (9/80)، ((أخلاق القرآن)) لأحمد الشرباصي (2/ 80). .

انظر أيضا: