موسوعة الأخلاق والسلوك

حاديَ عَشرَ: أخطاءٌ شائِعةٌ حَولَ التَّودُّدِ


مِن الخطأِ عَدمُ التَّفريقِ بَينَ التَّودُّدِ والنِّفاقِ، وسببُ هذا الخطأِ أنَّ المُتودِّدَ والمُنافِقَ كلاهما يلبَسُ ثَوبَ المحبَّةِ والوِدادِ، إلَّا أنَّ المُنافِقَ لا ينطوي إلَّا على شرٍّ بخِلافِ المُتودِّدِ؛ قال تعالى: وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ [آل عمران: 119] .
قيل لابنِ عَقيلٍ: (أسمَعُ وصيَّةَ اللهِ عزَّ وجلَّ يقولُ: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34] ، وأسمَعُ النَّاسِ يَعُدُّونَ مَن يُظهِرُ خِلافَ ما يُبطِنُ مُنافِقًا، فكيف لي بطاعةِ اللهِ تعالى، والتَّخلُّصِ مِن النِّفاقِ؟
فقال: النِّفاقُ هو: إظهارُ الجَميلِ وإبطانُ القَبيحِ، وإضمارُ الشَّرِّ معَ إظهارِ الخيرِ لإيقاعِ الشَّرِّ، والذي تضمَّنَته الآيةُ: إظهارُ الحُسنِ في مُقابَلةِ القبيحِ لاستِدعاءِ الحَسنِ) [2546] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (1/ 50). ؛ قال الشَّاعِرُ:
لا خَيرَ في وُدِّ امرئٍ مُتملِّقٍ
حُلوِ اللِّسانِ وقَلبُه يتلهَّبُ
يلقاك يحلِفُ أنَّه بك واثِقٌ
وإذا توارى عنك فهو العَقربُ
يُعطيك مِن طَرَفِ اللِّسانِ حَلاوةً
ويروغُ منك كما يروغُ الثَّعلَبُ [2547] ((حياة الحيوان)) للدميري (1/ 51). .

انظر أيضا: