موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ التَّودُّدِ وبعضِ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ التَّودُّدِ والتَّعاطُفِ والتَّراحُمِ:
قال ابنُ أبي جَمرةَ: (الذي يظهَرُ أنَّ التَّراحُمَ والتَّوادُدَ والتَّعاطُفَ، وإن كانت مُتقارِبةً في المعنى، لكن بَينَها فَرقٌ لطيفٌ، فأمَّا التَّراحُمُ فالمُرادُ به: أن يرحَمَ بعضُهم بعضًا بأخُوَّةِ الإيمانِ، لا بسَببِ شيءٍ آخَرَ.
وأمَّا التَّوادُدُ فالمُرادُ به: التَّواصُلُ الجالِبُ للمحبَّةِ، كالتَّزاوُرِ والتَّهادي.
وأمَّا التَّعاطُفُ فالمُرادُ به: إعانةُ بعضِهم بعضًا، كما يعطِفُ الثَّوبَ عليه ليُقويِّه) [2392] ((فتح الباري)) (10/439). .
الفَرقُ بَينَ الحُبِّ والوُدِّ:
الحُبُّ يكونُ فيما يوجِبُه مَيلُ الطِّباعِ والحِكمةُ جميعًا، والوُدُّ: مَيلُ الطِّباعِ فقط؛ ألا ترى أنَّك تقولُ: أحِبُّ فُلانًا وأوَدُّه، وتقولُ: أحِبُّ الصَّلاةَ، ولا تقولُ: أوَدُّ الصَّلاةَ، وتقولُ: أوَدُّ أنَّ ذاك كان لي: إذا تمنَّيتَ وِدادَه [2393] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 122). ، وقيل: الوُدُّ: خالِصُ الحُبِّ وألطَفُه وأرَقُّه [2394] يُنظَر: ((روضة المحبين ونزهة المشتاقين)) لابن القيم (ص: 46، 47). .

انظر أيضا: