موسوعة الأخلاق والسلوك

هـ- نماذِجُ من التَّغافُلِ عندَ العُلَماءِ المعاصِرينَ


تغافُلُ محمَّد الأمين الشِّنْقيطيِّ عن كثيرٍ من الأمورِ، وسِرُّ ذلك:
قال محمَّدُ بنُ إبراهيمَ: (كان الشَّيخُ محمَّد الأمين الشِّنقيطيُّ -رحمه الله- كثيرَ التَّغاضي عن كثيرٍ من الأمورِ في حَقِّ نفسِه، وحينما يُسأَلُ عن ذلك كان يقولُ:
ليس الغَبيُّ بسَيِّدٍ في قومِه
لكِنَّ سَيِّدَ قَومِه المُتغابي) [1957] ((الأسباب المفيدة في اكتساب الأخلاق الحميدة)) لمحمد بن إبراهيم (ص: 17). .
تغافُلُ ابنِ بازٍ عن المسيءِ ومقابلتُه الإساءةَ بالعَفوِ والصَّفحِ:
قال محمَّدُ بنُ موسى: (لم يكُنْ يُعَنِّفُ أحدًا، ولم يكُنْ يقابِلُ الإساءةَ بالإساءةِ، بل يعفو ويصفَحُ، ويقابِلُ الإساءةَ بالإحسانِ، ولم أسمَعْ منه طيلةَ سِتَّ عَشرةَ سَنةً كَلِمةً تُعابُ!) [1958] ((جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز)) (ص: 79). .
وقال في موضِعٍ آخَرَ: (وإذا بلغه أنَّ أحدًا من المخالفينَ رماه بسوءٍ، أو ذكَرَه بذَمٍّ، لم يَزِدْ على أن يقولَ: سامحَه اللهُ، سامحَه اللهُ!) [1959] ((جوانب من سيرة الإمام عبدالعزيز بن باز)) (ص: 177). .
تغافُلُ ابنِ عُثَيمين عن رجُلٍ عامَلَه بغِلظةٍ وجَذَبه بقُوَّةٍ:
(كان مرَّةً يمشي في طريقِ العودةِ من المسجدِ، وطُلَّابُه يقرؤون عليه، يقرأُ عليه الطَّالِبَ الأيسَرَ، واخترق ما بينهما، وأمسك الشَّيخَ من كَتِفِه وجذَبه بقوَّةٍ، حتى استدار جسَدُ الشَّيخِ من قوَّةِ الجذبةِ! حتى قال بعضُ طلَّابِ الشَّيخِ: الآنَ ربَّما ينفَجِرُ عليه، ولكنَّه فاجأهم أنَّ الشَّيخَ ابتسم له، وهَشَّ في وجهِ هذا الأعرابيِّ الذي جاء بهذه الجلافةِ، وسأله عن حاجتِه، فلمَّا أخبره قال: خُذْ هذه الورقةَ، كتبتُ حاجاتي في ورقةٍ أُخرى، فاعتذر الشَّيخُ، فقال: أنت لا تَقِفُ لي، فلم يزَلْ به حتى قضى له الشَّيخُ حاجتَه، وواصل طريقَه، وهذا يُذَكِّرُ بخُلُقِ النَّبيِّ مع الأعرابيِّ الذي جاءه) [1960] ((شذرات البلاتين من سير العلماء المعاصرين)) لأحمد بن سالم (ص: 177). .

انظر أيضا: