موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- نماذِجُ من التَّغافُلِ عندَ الصَّحابةِ


تغافُلُ ابنِ عَبَّاسٍ عن رَجُلٍ سَبَّه:
قال عِكرِمةُ: (سَبَّ رجُلٌ ابنَ عَبَّاسٍ، فلمَّا قضى مقالتَه قال: يا عِكرِمةُ، انظُرْ هل للرَّجُلِ حاجةٌ فتقضِيَها له؟ قال: فنَكَس الرَّجُلُ رأسَه استحياءً!) [1940] ((سبل الهدى والرشاد)) للصالحي (11/130). .
تغافُلُ المغيرةِ بنِ شُعبةَ عمَّا يُنفِقُه أهلُه:
قال ابنُ الجَوزيِّ: (خطب المغيرةُ بنُ شُعبةَ وفتًى من العَرَبِ امرأةً، وكان الفتى طريرًا جميلًا، فأرسلَتْ إليهما المرأةُ، فقالت: إنَّكما قد خطَبتُماني ولستُ أجيبُ أحدًا منكما دونَ أن أراه وأسمعَ كلامَه، فاحضُرا إن شِئتُما، فحَضَرا فأجلسَتْهما بحيثُ تراهما وتسمَعُ كَلامَهما، فلمَّا رآه المغيرةُ ونظر إلى جمالِه وشبابِه وهيئتِه يَئِسَ منها، وعَلِم أنَّها لن تؤثِرَه عليه، فأقبل على الفتى فقال له: لقد أوتيتَ جمالًا وحُسنًا وبيانًا، فهل عندك سوى ذلك؟ قال: نعم، فعدَّد محاسِنَه ثمَّ سكَتَ، فقال له المغيرةُ: كيف حِسابُك؟ قال: ما يسقُطُ عليَّ منه شيءٌ، وإنِّي لأستدرِكُ منه أدَقَّ من الخَردلةِ! فقال له المغيرةُ: لكنَّني أضَعُ البَدرةَ [1941] البَدرةُ: كِيسٌ فيه عَشرةُ آلافِ دِرهَمٍ، وقيل: ألفٌ، وقيل: سبعةُ آلافِ دينارٍ. يُنظر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 30)، ((تاج العروس)) للزبيدي (10/ 142). في زاويةِ البيتِ فيُنفِقُها أهلي على ما يُريدونَ، فما أعلَمُ بنَفادِها حتَّى يسألوني غيرَها! فقالت المرأةُ: واللهِ لَهذا الشَّيخُ الذي لا يحاسِبُني أحَبُّ إليَّ من هذا الذي يُحصي عليَّ مِثلَ صَغيرِ الخَردَلِ! فتزوَّجَت المغيرةَ) [1942] ((الأذكياء)) لابن الجوزي (29-30) .

انظر أيضا: