موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- نماذِجُ من التَّغافُلِ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


تغافُلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عمَّا كان يسمَعُه من شَتمِ وأذى المُشرِكينَ:
عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ألا تعجَبونَ كيف يصرِفُ اللهُ عني شَتمَ قريشٍ ولَعْنَهم؟ يَشتِمونَ مُذَمَّمًا ويلعَنونَ مُذَمَّمًا، وأنا محمَّدٌ!)) [1937] أخرجه البخاري (3533). .
تغافُلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن التَّصرُّفِ المَعيبِ، وتعَرُّضُه له بالعَفوِ والصَّفحِ:
عن أنسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كنتُ أمشي مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه بُردٌ نَجرانيٌّ غليظُ الحاشيةِ، فأدركه أعرابيٌّ فجَذَبه جَذبةً شديدةً، حتى نظرْتُ إلى صفحةِ عاتِقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أثَّرَت به حاشيةُ الرِّداءِ من شِدَّةِ جَذبَتِه! ثمَّ قال: مُرْ لي من مالِ اللهِ الذي عندَك، فالتَفَت إليه فضَحِك، ثم أمَرَ له بعطاءٍ!)) [1938] أخرجه البخاري (3149) واللفظ له، ومسلم (1057). .
تغافُلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عمَّا وقع غَيرةً من بعضِ نِسائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
عن أنس رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فأرْسَلَتْ إحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فجَمَع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الذي كانَ في الصَّحْفَةِ، ويقولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ. ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حتَّى أُتِيَ بصَحْفَةٍ مِن عِندِ الَّتي هو في بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إلى الَّتي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وأَمْسَكَ المَكْسُورةَ في بَيْتِ الَّتي كَسَرَتْ)) [1939] أخرجه البخاري (5225). .

انظر أيضا: