موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ والمُعاصِرين


1- قال ابنُ المبارَكِ: (من أعظَمِ المصائِبِ للرَّجُلِ أن يعلَمَ من نفسِه تقصيرًا ثمَّ لا يُباليَ ولا يَحزَنَ عليه) [6343] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (2/271). .
2- وقال إبراهيمُ بنُ عبدِ اللهِ السَّعديُّ: (سألتُ الأصمعيَّ عن السِّفلةِ، فقال: الذي لا يُبالي ما قال، وما قيلَ فيه) [6344] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (12/171). .
3- وقال أبو عُثمانَ: (إنَّما يرجو المغفرةَ من اللهِ من يرتكِبُ الذُّنوبَ على خَطَرٍ وخوفٍ وحَذَرٍ، لا مَن يقتَحِمُ فيها من غيرِ مُبالاةٍ) [6345] ((تفسير السلمي)) (1/ 327) .
4- وقال ابنُ القَيِّمِ: (وهل بليَّةُ الدِّينِ إلَّا من هؤلاء الذين إذا سَلِمَت لهم مآكِلُهم ورياساتُهم، فلا مُبالاةَ بما جرى على الدِّينِ؟!) [6346] ((إعلام الموقعين)) (2/121). .
5- وقال أبو الوفاءِ بنُ عَقيلٍ: (من عَجيبِ ما نقَدْتُ من أحوالِ النَّاسِ كَثرةُ ما ناحوا على خرابِ الدِّيارِ، وموتِ الأقارِبِ والأسلافِ، والتَّحسُّرُ على الأرزاقِ بذَمِّ الزَّمانِ وأهلِه، وذِكْرِ نَكَدِ العيشِ فيه، وقد رأَوا من انهدامِ الإسلامِ، وشَعَثِ الأديانِ، وموتِ السُّنَنِ، وظهورِ البِدَعِ، وارتكابِ المعاصي، وتقضِّي العُمُرِ في الفارغِ الذي لا يُجدي، والقبيحِ الذي يُوبِقُ ويُؤذي؛ فلا أجِدُ منهم من ناحَ على دينِه، ولا بكى على فارِطِ عمُرِه، ولا تأسَّى على فائتِ دَهرِه! وما أرى لذلك سببًا إلَّا قلَّةَ مُبالاتِهم بالأديانِ، وعِظَمَ الدُّنيا في عُيونِهم، ضِدَّ ما كان عليه السَّلَفُ الصَّالحُ؛ يَرضَون بالبلاغِ، وينوحون على الدِّينِ!) [6347] يُنظر: ((الآداب الشرعية والمنح المرعية)) لابن مُفلِح (2/ 244، 245) و(3/ 240). .
6- وقال محمَّدُ عبد اللهِ دِراز: (إذا ما نظر أحَدُنا بلا مُبالاةٍ كامِلةٍ إلى بُؤسِ الآخَرينَ، فلن يترَتَّبَ على ذلك أن يَقِفَ النَّاسُ جميعًا نَفسَ الموقِفِ من بؤسِه) [6348] ((دستور الأخلاق في القرآن)) (ص: 101). .
7- وقال محمَّدٌ الغزاليُّ: (عندما ترى الرَّجُلَ يتحَرَّجُ مِن فِعلِ ما لا ينبغي، أو ترى حُمرةَ الخَجَلِ تَصبُغُ وجهَه إذا بدَر منه ما لا يليقُ؛ فاعلَمْ أنَّه حيُّ الضَّميرِ، نقيُّ المعدِنِ، زكيُّ العنصُرِ، وإذا رأيتَ الشَّخصَ صفيقًا بليدَ الشُّعورِ، لا يُبالي ما يأخُذُ أو يترُكُ؛ فهو امرُؤٌ لا خيرَ فيه، وليس له من الحياءِ وازِعٌ يعصِمُه عن اقترافِ الآثامِ وارتكابِ الدَّنايا... ومثلُ هذا الشَّخصِ الشَّرِسِ لن يجِدَ قَلبًا يعطِفُ عليه، بل إنَّه يغرِسُ الضَّغائِنَ في القُلوبِ ويُنَمِّيها، وأيُّ حُبٍّ لامرئٍ جريءٍ على اللهِ وعلى النَّاسِ، لا يَرُدُّه عن الآثامِ حياءٌ؟! فإذا صار الشَّخصُ بهذه المثابةِ لم يؤتمَنْ على شيءٍ قطُّ؛ إذ كيف يؤتمَنُ على أموالٍ لا يخجَلُ من أكلِها، أو على أعراضٍ لا يستحِي من فضحِها، أو على موعِدٍ لا يُهِمُّه أن يخلِفَه، أو على واجِبٍ لا يبالي أن يُفَرِّطَ فيه، أو على بضاعةٍ لا يتنَزَّهُ عن الغِشِّ فيها؟!) [6349] يُنظر: ((خلق المسلم)) (ص: 162-164). .

انظر أيضا: