موسوعة الأخلاق والسلوك

ثاني عَشَرَ: أخطاءٌ شائعةٌ


- قد يظُنُّ البعضُ أنَّ محبَّةَ الإنسانِ أن يكونَ مَلبَسُه حَسَنًا: من الكِبْرِ، وهذا خَطَأٌ، فلمَّا قال رجلٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إنَّ الرَّجُلَ يحِبُّ أن يكونَ ثوبُه حَسَنًا، ونعلُه حَسَنةً) وخشي أن يكونَ هذا من الكِبْرِ الذي جاء فيه الوعيدُ، بَيَّنَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ هذا ليس من الكِبْرِ، إذا كان صاحبُه منقادًا للحَقِّ، متواضِعًا للخَلقِ؛ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللهَ جميلٌ يحِبُّ الجَمالَ. الكِبْرُ: بَطَرُ الحَقِّ وغَمطُ النَّاسِ)) [5989] رواه مسلم (91). ، وبيَّن له أنَّ فِعلَه هذا من الجَمالِ الذي يحبُّه اللَّهُ؛ فإنَّه تعالى جميلٌ في ذاتِه وأسمائِه وصفاتِه وأفعالِه، يحِبُّ الجمالَ الظَّاهريَّ، والجمالَ الباطنيَّ؛ فالجمالُ الظَّاهِرُ كالنَّظافةِ في الجَسَدِ والملبَسِ والمسكَنِ وتوابِعِ ذلك. والجمالُ الباطِنُ: التَّجمُّلُ بمعالي الأخلاقِ ومحاسِنِها   [5990] ((بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار)) للسعدي (ص: 166). .
- ليس من الكِبْرِ أن يعرِفَ الإنسانُ ما فضَّله اللهُ تعالى به على غيرِه، وإنَّما الكِبْرُ أن يحتَقِرَه ويَغلِبَ عليه  أنَّه عِندَ اللهِ في الآخرةِ خيرٌ منه، مع جَهلِه بما يؤولُ إليه أمرُهما [5991] ((مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل)) للعز بن عبد السلام (ص: 151). .

انظر أيضا: