موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: الأسبابُ الدَّافعةُ للفُحشِ والبَذاءةِ


1- الخُبثُ واللُّؤمُ:
الفُسَّاقُ وأهلُ الخُبثِ واللُّؤمِ من عادَتِهم السَّبُّ والكَلامُ الفاحِشُ والبَذيءُ.
قال الغَزاليُّ وهو يُعَدِّدُ آفاتِ اللِّسانِ: (الآفةُ السَّابِعةُ: الفُحشُ والسَّبُّ وبَذاءةُ اللِّسانِ، وهو مذمومٌ ومَنهيٌّ عنه، ومَصدَرُه الخُبثُ واللُّؤمُ) [5830] ((إحياء علوم الدين)) (3/121). .
2- قَصدُ الإيذاءِ.
فيتكَلَّمُ بالفاحِشِ من الكلامِ والبَذيءِ؛ ليؤذيَ سامِعَه، سواءٌ كان هذا الكلامُ مخاطَبًا به السَّامعُ أو قاله ليتأذَّى السَّامعُ بسَماعِه.
3- الاعتيادُ على مخالطةِ الفُسَّاقِ:
من خالَط الفُسَّاقَ وأهلَ الخُبثِ واللُّؤمِ يُصبِحُ مِثلَهم؛ لأنَّ من عادَتِهم السَّبَّ والشَّتمَ والبَذاءةَ (ولذا يَجِبُ على المسلِمِ مُجانَبةُ أهلِ الباطِلِ والفُحشِ، وأن يَبحَثَ عن أهلِ الخَيرِ ليُخالِطَهم، ويَستَمِعَ إلى الكَلمةِ الطَّيِّبةِ منهم لتَصفوَ بها نَفسُه؛ لأنَّ المؤمنين الأتقياءَ أصحابَ الكَلمةِ الطَّيِّبةِ الكريمةِ الفاضِلةِ يَجعَلونَ كَلامَهم من وراءِ قُلوبِهم، يُمَحِّصون الكَلمةَ، فإن أرضَتِ اللَّهَ أمضَوها على ألسِنَتِهم، وإلَّا استَغفَروا اللهَ وصَمتوا، فهم لا يَتكلَّمون بالكَلِمةِ النَّابيةِ، ولا يَلعنون ولا يَسبُّون) [5831] ((آفات اللسان)) لإبراهيم المشوخي (109). .
قال الغزاليُّ: (الباعِثُ على الفُحْشِ إمَّا قصدُ الإيذاءِ، وإمَّا الاعتيادُ الحاصلُ من مخالطةِ الفُسَّاقِ وأهلِ الخُبثِ واللُّؤمِ، ومن عادتِهم السَّبُّ) [5832] ((إحياء علوم الدين)) (3/ 122). .
قال الشَّاعِرُ:
فصاحِبْ تقيًّا عالِـمًا تنتَفِعْ به
فصُحبةُ أهلِ الخيرِ تُرجى وتُطلَبُ
وإيَّاك والفُسَّاقَ لا تَصحبَنَّهم
فقُرْبُهم يُعدي وهذا مُجرَّبُ
فإنَّا رأينا المرءَ يُسرَقُ طَبعُه
من الإلفِ ثمَّ الشَّرُّ للنَّاسِ أغلَبُ [5833] ((غذاء الألباب)) للسفاريني (3/122) بتصرف.
4- الرَّغبةُ في الانتقامِ والثَّأرِ للنَّفسِ:
رُبَّما يَكونُ سَبَبُ الكَلامِ الفاحِشِ والبَذيءِ (لرِدَّةِ فِعلٍ من تَصَرُّفٍ أو قَولٍ ضِدَّك، فتَثورُ نَفسُك لتَثأرَ لما سَمِعتَه من إيذاءٍ، أو قابَلْتَه من تَصَرُّفٍ مَشينٍ... وما أجمَلَ اللُّجوءَ إلى الهُدوءِ لمعالَجةِ هذه القَضايا بالتي هي أحسَنُ، وبالحِكمةِ والموعِظةِ الحَسَنةِ، وفي ذلك خِزيٌ للشَّيطانِ الذي يَتربَّصُ بالإنسانِ المؤمنِ، فإذا غَضِبَ المؤمنُ كانت فُرصةُ الشَّيطانِ في غَرسِ الشِّقاقِ، وإذهابِ المودَّةِ والمحَبَّةِ بَينَ الإخوانِ) [5834] يُنظَر: ((آفات اللسان)) لإبراهيم المشوخي (108). .
5- الجَهلُ والسَّفَهُ وضَعفُ العَقلِ:
قال القُرطبيُّ: (والبَذيُّ اللِّسانِ يُسَمَّى سفيهًا؛ لأنَّه لا تكادُ تتَّفِقُ البَذاءةُ إلَّا في جُهَّالِ النَّاسِ، وأصحابِ العقولِ الخفيفةِ) [5835] ((الجامع لأحكام القرآن)) (3/386). .

انظر أيضا: