موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ القَسوةِ والغِلظةِ والفَظاظةِ وبَعضِ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ الغِلظةِ والفَظاظةِ:
يري البعضُ أنَّهما بمعنًى واحدٍ، كما قال العِزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ [5434] ((تفسير ابن عبد السلام)) (697). .
ويرى آخَرونَ أنَّهما يختَلِفانِ مِن وُجوهٍ:
 أنَّ الفَظاظةَ في القَولِ، والغِلظةَ في الفِعلِ، كما قال ابنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما [5435] ((زاد المسير)) لابن الجوزي (ص: 340). .
الفظُّ: هو سَيِّئُ الخُلُقِ، وغَليظُ القَلبِ: هو الذي لا يتَأثَّرُ قَلبُه عن شَيءٍ [5436] ((مفاتيح الغيب)) للرازي (9/407). .
الفظاظةُ: خُشونةُ القَلبِ، والغِلظةُ: قَسوةُ القَلبِ [5437] ((طلبة الطلبة)) لنجم الدين النسفي (3/316). .
الفَرقُ بَينَ القَسوةِ والصَّلابةِ:
(الفَرقُ بَينَ القَسوةِ والصَّلابةِ: أنَّ القَسوةَ تُستَعمَلُ فيما لا يقبلُ العِلاجَ؛ ولهذا يوصَفُ بها القَلبُ، وإن لم يكُن صُلبًا) [5438] ((معجم الفروق اللغوية)) للعسكري (ص: 429). .
الفَرقُ بَينَ القَسوةِ والصَّبرِ:
قال ابنُ القَيِّمِ: (الفَرقُ بَينَ الصَّبرِ والقَسوةِ: أنَّ الصَّبرَ خُلقٌ كَسبيٌّ يتَخَلَّقُ به العَبدُ، وهو: حَبسُ النَّفسِ عن الجَزَعِ والهَلَعِ والتَّشَكِّي، فيَحبِسُ النَّفسَ عن التَّسَخُّطِ، واللِّسانَ عن الشَّكوى، والجَوارِحَ عَمَّا لا ينبغي فِعلُه، وهو ثَباتُ القَلبِ على الأحكامِ القدَريَّةِ والشَّرعيَّةِ.
 وأمَّا القَسوةُ: فيُبسٌ في القَلبِ يمنَعُه مِن الانفِعالِ، وغِلظةٌ تمنَعُه مِن التَّأثُّرِ بالنَّوازِلِ، فلا يتَأثَّرُ لغِلظَتِه وقَساوَتِه لا لصَبرِه واحتِمالِه) [5439] ((الروح)) (1/241). .

انظر أيضا: