موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- نَماذِجُ مِن أحوالِ الصَّحابةِ عِندَ الغَضَبِ


عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه:
أنَّ ابنَ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: (قَدِمَ عُيَينةُ بنُ حِصنِ بنِ حُذَيفةَ فَنَزَلَ علَى ابنِ أخِيهِ الحُرِّ بنِ قَيسٍ، وكانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدنِيهِم عُمَرُ، وكانَ القُرَّاءُ أصحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ ومُشَاوَرَتِه، كُهُولًا كانوا أو شُبَّانًا، فقال عُيَينةُ لابنِ أخيه: يا ابنَ أخِي، هل لكَ وجهٌ عِندَ هذا الأمِيرِ؟ فاستَأذِنْ لي عليه، قال: سَأَستَأذِنُ لك عليه، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فاستَأذَنَ الحُرُّ لعُيَينةَ، فأذِنَ له عُمَرُ، فلمَّا دخَلَ عليه قال: هيْ يا ابنَ الخَطَّابِ! فواللَّهِ ما تُعطِينَا الجَزلَ ولا تَحكُمُ بينَنا بالعَدلِ، فغَضِبَ عُمَرُ حتَّى هَمَّ أن يُوقِعَ به، فقالَ له الحُرُّ: يا أمِيرَ المُؤمِنينَ، إنَّ اللهَ تعالى قال لنَبِيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199] ، وإنَّ هذا مِنَ الجَاهِلينَ، واللهِ ما جاوَزَها عُمَرُ حينَ تَلَاها عليه، وكان وقَّافًا عِندَ كِتَابِ اللَّهِ) [5365] رواه البخاري (4642). .
مُعاويةُ رَضيَ اللهُ عنه:
 (خَطَبُ مُعاويةُ يومًا، فقال له رَجُلٌ: كذَبتَ! فنَزَل مُغضَبًا فدَخَل مَنزِلَه، ثُمَّ خَرَجَ عليهم تَقطُرُ لحيتُه ماءً، فصَعِدَ المِنبَرَ، فقال: أيُّها النَّاسُ، إنَّ الغَضَبَ مِن الشَّيطانِ، وإنَّ الشَّيطانَ مِن النَّارِ، فإذا غَضِبَ أحَدُكم فليُطفِئْه بالماءِ، ثُمَّ أخَذَ في المَوضِعِ الذي بَلغَه مِن خُطبَتِه) [5366] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/405). .
عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنه:
سَبَّ رَجُلٌ ابنَ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما، فلمَّا فرَغَ قال: يا عِكرِمةُ، هَل للرَّجُلِ حاجةٌ فنَقضيَها؟ فنَكَّسَ الرَّجُلُ رَأسَه واستَحى [5367] ((ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى)) لمحب الدين الطبري (ص: 233). .
أبو الدَّرداءِ رَضيَ اللهُ عنه:
 أسمَعُ رَجُلٌ أبا الدَّرداءِ رَضيَ اللهُ عنه كلامًا، فقال: يا هذا، لا تُغرِقَنَّ في سَبِّنا، ودَعْ للصُّلحِ مَوضِعًا؛ فإنَّا لا نُكافِئُ من عَصى اللهَ فينا بأكثَرَ مِن أن نُطيعَ اللهَ فيه [5368] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (252). !
أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه:
 قال أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه لغُلامِه: (لمَ أرسَلتَ الشَّاةَ على عَلَفِ الفَرَسِ؟ قال: أرَدتُ أن أَغيظَك، قال: لأجمَعَنَّ مَعَ الغَيظِ أجرًا، أنتَ حُرٌّ لوَجهِ اللهِ تعالى!) [5369] ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (2/227). .

انظر أيضا: