موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


- من الطَّمَعِ المحمودِ الطَّمَعُ في مغفرةِ اللهِ تعالى؛ قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء: 51] .
وهذا الطَّمَعُ ممَّا يُمدَحُ عليه العَبدُ، لكِنْ إذا فعَل أسبابَه، أمَّا إذا لم يفعَلْ أسبابَه فإنَّه من الأمانيِّ الباطلةِ [4473] يُنظَر: ((تفسير ابن عثيمين - الشعراء)) (ص: 113). .
وكذلك فإنَّ الطَّمَعَ في النَّصرِ بدونِ أسبابِه طَمَعٌ في غيرِ محَلِّه؛ إنَّه كالطَّمَعِ في الأولادِ بدونِ نِكاحٍ، وكالطَّمَعِ في الأشجارِ بدونِ غَرسٍ، أو في رِبحِ التِّجارةِ بدونِ اتِّجارٍ [4474] ((الضياء اللامع من الخطب الجوامع)) لابن عثيمين (2/ 372). .
قال الجاحِظُ: (مَن طَمِع في السَّلامةِ من غيرِ تَسَلُّمٍ فقد وضَع الطَّمَعَ في موضِعِ الأمانيِّ) [4475] ((البخلاء)) (ص: 250). .
- يُقالُ: فلانٌ طَبِعٌ طَمِعٌ: إذا كان متدَنِّسَ العِرضِ، ذا خُلُقٍ دَنيءٍ، لا يستحي من سَوءةٍ [4476] يُنظَر: ((العين)) للخليل (2/ 23)، ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سِيدَه (1/ 557). .
- وأراد رجُلٌ أن يُقَبِّلَ يدَ هِشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ، فقال: (لا تفعَلْ؛ فإنَّما يفعَلُه من العَرَبِ الطَّمِعُ، ومن العَجَمِ الطَّبِعُ [4477] الطَّبَعُ: الدَّنَسُ والعيبُ، وكُلُّ شَينٍ في دينٍ أو دُنيا فهو طَبَعٌ، يُقالُ منه: رَجُلٌ طَبِعٌ. يُنظَر: ((غريب الحديث)) للقاسم بن سلام (2/ 219). [4478] يُنظَر: ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (2/419). .
- وكان يُقالُ: (حين خَلَق اللهُ آدَمَ عَجَن بطينتِه ثلاثةَ أشياءَ: الحِرصَ، والطَّمَعَ، والحَسَدَ. فهي تجري في أولادِه إلى يومِ القيامةِ، فالعاقِلُ يُخفيها، والجاهِلُ يُبديها)، ومعناه أنَّ اللهَ تعالى خلَق شَهوتَها فيه [4479] يُنظَر: ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (3/271). .
-  قال تعالى: وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ [آل عمران: 112] قال ابنُ عُثَيمين: (اليهودُ قد ضُرِبَت عليهم المَسكَنةُ، وهي الفَقرُ، ويشمَلُ فَقرَ القُلوبِ الذي هو شِدَّةُ الطَّمَعِ، بحيثُ إنَّ اليهوديَّ لا يَشبَعُ، ولا يتوقَّفُ عن طَلَبِ المالِ ولو كان من أكثَرِ النَّاسِ مالًا، ويشمَلُ أيضًا فَقرَ المالِ، وهو قِلَّتُه) [4480] ((تفسير ابن عثيمين: الفاتحة والبقرة)) (1/ 219). .
- لا يزولُ الطَّمَعُ والحِرصُ بكثرةِ المالِ، بل بإقناعِ النَّفسِ، كما قيل:
ما كُلُّ ما فوقَ البسيطةِ كافيًا
وإذا قَنِعْتَ فبَعضُ شَيءٍ كافِ [4481] ((التنوير شرح الجامع الصغير)) للصنعاني (9/ 169).

انظر أيضا: