موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


وردت عدَّةُ آياتٍ في النَّهيِ عن رَفعِ الصَّوتِ:
1- قال لُقمانُ لابنِه: وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان: 19] ، أي: واخفِضْ من صوتِك، فاجعَلْه قَصدًا إذا تكَلَّمْتَ، ولا تتكَلَّفْ رَفعَه؛ فإنَّ الجهرَ بأكثَرَ من الحاجةِ يؤذي السَّامِعَ، وجملةُ: إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ تعليلٌ للأمرِ بالغَضِّ من الصَّوتِ، فغايةُ مَن رَفَع صوتَه أنَّه يُشبَّهُ بالحميرِ في عُلُوِّه ورفعِه، ومع هذا هو بغيضٌ إلى اللَّهِ تعالى [3572] ((جامع البيان)) لابن جرير الطبري (18/ 563)، ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (6/ 339)، ((فتح القدير)) للشوكاني (4/ 276). .
و(مِن) في قولِه: مِنْ صَوْتِكَ للتَّبعيضِ، فلم يَقُلْ: (اغضْضُ صَوتَك)، بل قال: مِنْ صَوْتِكَ، وذلك لأنَّ الإنسانَ لا يُحمَدُ على رَفعِ الصَّوتِ جِدًّا، ولا على خَفضِه جِدًّا، بل يكونُ أيضًا قَصدًا بَيْنَ رَفعِ الصَّوتِ والإخفاءِ [3573] يُنظَر: ((تفسير ابن عثيمين - سورة لقمان)) (ص: 114). .
2- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [الحجرات: 2] ، أمَرَهم اللَّهُ عزَّ وجَلَّ بتبجيلِ نبيِّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وأن يَغضُّوا أصواتَهم، وأن يخاطِبوه بالسَّكينةِ والوَقارِ [3574] ((معاني القرآن)) للزجاج (5/ 32). .

انظر أيضا: