موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ وغَيرِهم


- عن عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت: (كان لأبي بَكرٍ غلامٌ يُخرِجُ له الخَراجَ، وكان أبو بكرٍ يأكُلُ مِن خَراجِه، فجاء يومًا بشيءٍ، فأكَل منه أبو بكرٍ، فقال له الغُلامُ: تدري ما هذا؟ فقال أبو بَكرٍ: وما هو؟ قال: كنتُ تكَهَّنْتُ لإنسانٍ في الجاهليَّةِ، وما أُحسِنُ الكِهانةَ إلَّا أنِّي خدَعْتُه، فلَقِيَني فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكَلْتَ منه! فأدخَل أبو بكرٍ يَدَه، فقاء كُلَّ شيءٍ في بطنِه) [2989] رواه البخاري (3842). .
- وقال عَليٌّ: (لا تُعامِلْ بالخديعةِ؛ فإنَّها خُلُقُ اللِّئامِ، وامحَضْ أخاك النَّصيحةَ حَسَنةً كانت أو قبيحةً، وساعِدْه على كُلِّ حالٍ، وزُلْ معه حيثُ زالَ) [2990] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 260). .
- وكان ابنُ عُمَرَ يقولُ: (مَن خَدَعَنا باللَّهِ انخَدَعْنا له!) [2991] رواه ابنُ سعد في ((الطبقات الكبرى)) (5194)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (4298)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (31/133). .
-وقال أيُّوبُ: (يخادِعون اللَّهَ كأنَّما يخادِعون آدَميًّا، لو أتَوُا الأمرَ عِيانًا كان أهوَنَ عَلَيَّ!) [2992] رواه البخاري معلَّقًا بصيغةِ الجزمِ قبلَ حديثِ (6964)، ورواه موصولًا وكيع في ((مصنفه)) كما في ((فتح الباري)) لابن حجر (12/336). .
- وقال ابنُ أبي أَوفى: (النَّاجِشُ [2993] النَّاجِشُ: من يزيدُ في ثمَنِ السِّلعةِ وهو لا يريدُ شِراءَها، ولكِنْ لِيَسمَعَه غيرُه فيزيدَ على زيادتِه. ((غريب الحديث)) للقاسم بن سلام (2/ 10). آكِلُ رِبًا خائِنٌ، وهو خِداعٌ باطِلٌ لا يَحِلُّ) [2994] رواه البخاري معلَّقًا بصيغةِ الجزمِ قبلَ حديثِ (2141)، ورواه البخاري موصولًا (2675) مختصرًا بلفظ: ((النَّاجِشُ آكِلُ ربًا خائِنٌ)). .
- وقال البُخاريُّ: (بابُ النَّهيِ عن تَلَقِّي الرُّكبانِ، وأنَّ بَيعَه مردودٌ؛ لأنَّ صاحِبَه عاصٍ آثِمٌ إذا كان به عالِمًا، وهو خِداعٌ في البَيعِ، والخِداعُ لا يجوزُ) [2995] ((صحيح البخاري)) (7/377). .
- وقال عَونُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عُتبةَ لابنِه: (يا بُنَيَّ، كُنْ ممَّن نأيُه عمَّن نأى عنه يقينٌ ونزاهةٌ، ودُنُوُّه ممَّن دنا منه لِينٌ ورَحمةٌ، ليس نأيُه بكِبرٍ ولا بعَظَمةٍ، ولا دُنُوُّه خِداعٌ ولا خِلابةٌ، يَقتدي بمَن قَبْلَه، فهو إمامٌ لِمن بَعْدَه) [2996] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 63). .
- وقال وَهبُ بنُ مُنَبِّهٍ: (مَن عُرِف بالكَذِبِ لم يَجُزْ صِدقُه، ومَن عُرِف بالصِّدقِ ائتُمِن على حديثِه، ومَن أكثَرَ الغِيبةَ والبَغضاءَ لم يُوثَقْ منه بالنَّصيحةِ، ومَن عُرِف بالفُجورِ والخديعةِ لم يُوثَقْ إليه في المحبَّةِ، ومَن انتحَل فَوقَ قَدْرِه جُحِد قَدْرُه، ولا يَحسُنُ فيه ما يَقبُحُ في غيرِه) [2997] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (4/ 63). .
- وقال مُبارَكٌ أبو حمَّادٍ: سَمِعتُ سُفيانَ الثَّوريَّ يقرَأُ على عليِّ بنِ الحَسَنِ: (يا أخي، عليك بتقوى اللَّهِ، ولسانٍ صادِقٍ، ونيَّةٍ خالصةٍ، وأعمالٍ شَتَّى صالحةٍ، ليس فيها غِشٌّ ولا خَدْعةٌ؛ فإنَّ اللَّهَ يراك وإنْ لم تكُنْ تراه، وهو معك أينما كنتَ، لا يَسقُطُ عليه شيءٌ مِن أمرِك، لا تخدَعِ اللَّهَ فيَخدَعَك؛ فإنَّه مَن يخادِعِ اللَّهَ يخدَعْه ويخلَعْ منه الإيمانَ ونَفسُه لا تَشعُرُ، ولا تمكُرَنَّ بأحَدٍ من المُسلِمين المكرَ السَّيِّئَ؛ فإنَّه لا يَحيقُ المكرُ السَّيِّئُ إلَّا بأهلِه، ولا تَبغِيَنَّ على أحدٍ من المُسلِمين؛ فإنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ [يونس: 23] ، ولا تَغُشَّ أحدًا من المُؤمِنين... ولا تخدَعَنَّ أحَدًا من المُؤمِنينَ فيكونَ نِفاقًا في قَلبِك، ولا تَحسُدَنَّ، ولا تَغتابَنَّ فتذهَبَ حَسَناتُك) [2998] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 35). .
قال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ: (لا يَطمَعَنَّ ذو كِبرٍ في حُسنِ ثناءٍ، ولا المَلولُ في الإخوانِ، ولا الخِبُّ في الشَّرَفِ) [2999] ((أنساب الأشراف)) للبلاذري (13/ 79). .
- وقال ابنُ المقَفَّعِ: (لا تؤاخِيَنَّ خِبًّا [3000] الخِبُّ: الرَّجُلُ الخَدَّاعُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) للرازي (ص: 87). ، ولا تَستنصِرَنَّ عاجِزًا، ولا تَستعينَنَّ كَسِلًا) [3001] ((الأدب الصغير)) (ص: 58). .
- وقال الماوَرْديُّ: (إنَّ مَن قال ما لا يفعَلُ فقد مَكَر، ومَن أمَرَ بما لا يأتَمِرُ فقد خَدَع، ومَن أسَرَّ غيرَ ما يُظهِرُ فقد نافَقَ. وقد رُوِيَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((المكرُ والخديعةُ وصاحِباهما في النَّارِ)) [3002] لفظُ الحديثِ: عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَن غَشَّنا فليس مِنَّا، والمكرُ والخديعةُ في النَّارِ)). رواه البُخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغةِ الجزمِ قبلَ حديثِ (2142) بلفظِ: ((الخديعةُ في النَّارِ، ومَن عَمِل عملًا ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ))، ورواه موصولًا ابنُ حِبان (5559) باختلافٍ يسيرٍ، والطبراني في ((المعجم الصغير)) (738) واللفظ له. صحَّحه ابنُ حبان، والألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (1057)، وحسَّن إسناده شعيب الأرناؤوط في تخريج ((صحيح ابن حبان)) (5559)، وقوَّاه الذهبي في ((الكبائر)) (470)، وجوَّده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/32). . على أنَّ أمْرَه بما لا يأتَمِرُ مُطَّرَحٌ، وإنكارَه ما لا يُنكِرُه مِن نفسِه مُستقبَحٌ) [3003] ((أدب الدنيا والدين)) (1/77). .

انظر أيضا: