موسوعة الأخلاق والسلوك

خامِسًا: دَرَجاتُ الحِقْدِ


الدَّرَجةُ الأُولى: الحِقْدُ المحَرَّمُ، وهو الذي يُثمِرُ الحَسَدَ والشَّماتةَ، وهَجْرَه ومُصارمتَه، والانقِطاعَ عنه وإن طلَبَك وأقبَلَ عليك، والإعراضَ عنه استصغارًا له، والتَّكَلُّمَ فيه بما لا يَحِلُّ، ومحاكاتَه استهزاءً به وسُخريةً منه، وإيذاءَه بما يُؤلِمْ بدَنَه، ومنْعَه حَقَّه.
الدَّرَجةُ الثَّانيةُ: وهي أقَلُّ دَرَجاتِ الحِقْدِ بالاحترازِ ممَّا سَبَق، وعَدَمُ الخروجِ بسَبَبِ الحِقْدِ إلى ما تعصي اللهَ به، ولكِنْ تَستثقِلُه في الباطِنِ، ولا تَنهى قلبَك عن بُغضِه حتَّى تمتنعَ عمَّا كنتَ تَطوعُ به من البَشاشةِ والرِّفقِ والعِنايةِ، والقيامِ بحاجاتِه، والمجالسةِ معه على ذِكرِ اللهِ تعالى، والمعاونةِ على المنفَعةِ له، أو بتَركِ الدُّعاءِ له والثَّناءِ عليه، أو التَّحريضِ على بِرِّه ومواساتِه، فهذا كلُّه ممَّا يَنقُصُ دَرجتَك في الدِّينِ، ويحولُ بَينَك وبَينَ فَضلٍ عظيمٍ وثوابٍ جَزيلٍ، وإن كان لا يُعَرِّضُك لعقابِ اللهِ [2831] يُنظَر: ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (3/ 181). .

انظر أيضا: