موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من السُّنَّةِ النَّبَويَّةِ


- عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا تَباغَضوا، ولا تَحاسَدوا، ولا تَدابَروا [2637] لا تَدابَروا: أي لا يُعطِ كُلُّ واحدٍ منكم أخاه دُبُرَه وقفاه، فيُعرِضَ عنه ويَهجُرَه. ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/97). ، وكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا)) [2638] رواه البخاري (6065)، ومسلم (2559) مطوَّلًا. .
قال ابنُ بطَّالٍ: (وفيه: النَّهيُ عن الحَسَدِ على النِّعَمِ، وقد نهى اللَّهُ عبادَه المُؤمِنين عن أن يتمَنَّوا ما فَضَّل اللَّهُ به بعضَهم على بعضٍ، وأمَرَهم أن يسألوه من فَضلِه) [2639] ((شرح صحيح البخاري)) (9/258). .
وقال الباجيُّ: (أن تُنافِسَ أخاك في الشَّيءِ حتَّى تحسُدَه عليه، فيَجُرَّ ذلك إلى الطَّعنِ والعداوةِ، فذلك الحَسَدُ) [2640] ((المنتقى شرح الموطأ)) (7/216). .
- وعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((قيل: يا رَسولَ اللهِ! أيُّ النَّاسِ أفضَلُ؟ قال: كُلُّ مخمومِ القَلبِ، صَدوقِ اللِّسانِ، قالوا: صَدوقُ اللِّسانِ نَعرِفُه، فما مخمومُ القَلبِ؟ قال: هو التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لا إثمَ فيه ولا بَغْيَ، ولا غِلَّ ولا حَسَدَ)) [2641] رواه ابنُ ماجه (4216) واللفظ له، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/183)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (6604). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (4216)، وصحَّح إسنادَه المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/33)، والبوصيري في ((مصباح الزجاجة)) (2/325)، والعراقي في ((تخريج الإحياء)) (3/18). .
- وعن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه: ((أنَّ جِبريلَ أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا محمَّدُ، اشتكَيتَ؟ فقال: نعم. قال: باسمِ اللَّهِ أرقيك من كُلِّ شيءٍ يؤذيك، من شَرِّ كُلِّ نفسٍ أو عينِ حاسِدٍ اللَّهُ يشفيك، باسمِ اللَّهِ أرقيك)) [2642] أخرجه مسلم (2186). .
قولُه: ((أو عينِ حاسِدٍ)) أي: ما يُسَمُّونه النَّاسُ بالعَينِ، وذلك أنَّ الحاسِدَ -والعياذُ باللَّهِ- الذي يكرَهُ أن يُنعِمَ على عبادِه بنِعَمِه، نفسُه خبيثةٌ شِرِّيرةٌ، وهذه النَّفسُ الخبيثةُ الشِّرِّيرةُ قد ينطَلِقُ منها ما يصيبُ المحسودَ؛ ولهذا قال تعالى: وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، ويكونُ المحسودُ مهمومًا بسَبَبِ هذه العَينِ؛ ولهذا قال: ((أو عينِ حاسِدٍ اللَّهُ يشفيك)) أي: يُبرِئُه ويزيلُ سَقَمَه [2643] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (4/ 486). .

انظر أيضا: