موسوعة الأخلاق والسلوك

حادِيَ عَشَرَ: مَسائِلُ مُتفَرِّقةٌ


الثَّرثَرةُ من أخلاقِ الإنسانِ الفارِغِ التَّافِهِ:
من أخلاقِ المُسلِمِ الواعي أنَّه بعيدٌ عن التَّنطُّعِ في كلامِه، لا يتكَلَّفُ النُّطقَ حُبًّا بالتَّظاهُرِ ولَفتِ الأنظارِ إلى شخصِه؛ فالتَّنطُّعُ والثَّرثَرةُ الفارغةُ ليسا من خُلُقِ المُسلِمِ العامِلِ الذي يحبُّ معاليَ الأمورِ ويَكرَهُ سَفسافَها، وإنَّما هما من خُلُقِ الإنسانِ الفارغِ التَّافهِ الذي لا يُهِمُّه إلَّا الظُّهورُ والبروزُ وجَذبُ الانتباهِ إليه؛ ولذلك اشتَدَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على المتنَطِّعين، فقال ((هلَك المتنَطِّعون. قالها ثلاثًا)) [2136] أخرجه مسلم (2670) من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه. [2137] ((شخصية المسلم)) لمحمد علي الهاشمي (ص: 269). .
مَوقِفُ السَّلَفِ من الثَّرثارينَ:
(عن أنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: خَطَب رجُلٌ عِندَ عُمَرَ فأكثَرَ الكلامَ، فقال عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنه: إنَّ كثرةَ الكلامِ في الخُطَبِ ‌من ‌َشَقاشِقِ ‌الشَّيطانِ) [2138] أخرجه ابن وهب في ((الجامع)) (322)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (876) واللفظ له، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (152). صحَّح إسنادَه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (672)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح السنة)) (12/363). .
و(عن ابنِ وَهبٍ، قال: سمِعتُ مالِكًا يُحَدِّثُ، وذَكَر رجُلًا بكثرةِ الكلامِ ومراجَعةِ النَّاسِ، فقال: مَن صَنَع مِثلَ هذا ذَهَب بهاؤُه) [2139] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (8132). .
و(عن إبراهيمَ بنِ سُلَيمانَ الزَّيَّاتِ العَبديِّ، قال: كنتُ جالِسًا مع سُفيانَ، فجَعَل رَجُلٌ ينظُرُ إلى ثوبٍ كان على سُفيانَ، ثمَّ قال: يا أبا عبدِ اللَّهِ، أيَّ شيءٍ كان هذا الثَّوبُ؟ فقال سُفيانُ: كانوا ‌يَكرَهونَ ‌فُضولَ ‌الكلامِ!) [2140] ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (7/ 65). .

انظر أيضا: