موسوعة الأخلاق والسلوك

 ثامنًا: أسبابُ الوقوعِ في الثَّرثَرةِ


1- نشأةُ الإنسانِ وتربيتُه؛ فالعاداتُ لها أثَرُها، فالذي ينشأُ مُعتادًا على حِفظِ لِسانِه ويحيطُ به مَن يُرشِدُه ويُعينُه على إمساكِ لِسانِه عن اللَّغوِ والثَّرثَرةِ، يختَلِفُ عمَّن اعتاد إطلاقَ لسانِه، وخالط أهلَ الباطلِ والفُسَّاقَ وأهلَ الثَّرثَرةِ، ولم يجِدْ مَن يُرشِدُه.
2- الجَهلُ بعواقِبِ الثَّرثَرةِ وكثرةِ الكلامِ، وبخطورةِ الكَلِمةِ بوَجهٍ خاصٍّ؛ ففي الحديثِ قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإنَّ العبدَ ليتكَلَّمُ بالكَلِمةِ ‌من ‌َسَخَطِ ‌اللهِ لا يُلقي لها بالًا، يهوي بها في جَهنَّمَ)) [2128] أخرجه من طرُقٍ: البخاري (6478) مطوَّلًا واللفظ له، ومسلم (2988) بنحوِه من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
3-  الكِبرُ والغرورُ وحُبُّ الظُّهورِ أمامَ الآخَرين.
4- حُبُّ الفُضولِ والرَّغبةُ في معرفةِ كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ عن الآخَرين، بكثرةِ الأسئِلةِ، والتَّتبُّعِ ونَقلِ الأخبارِ وتداوُلِها.
5- شَغلُ الأوقاتِ ومجاراةُ النَّاسِ والتَّكلُّمُ بما يَهوونه موافقةً لهم، ولو كان كلامًا لا فائدةَ فيه ولا نَفعَ يُرجى منه.
يقولُ عبدُ الكريم زيدان: (قد يبتَعِدُ الدَّاعي عن النَّهجِ الصَّحيحِ، فلا يهتَمُّ بأمورِ العقيدةِ، ويهوى الخوضَ فيما يهواه النَّاسُ، ولا يُكَلِّفُهم شيئًا، كالخَوضِ فيما تُعورِفَ عليه من أمورِ ما يُسَمَّى بالسِّياسةِ، والثَّرثَرةِ فيها، وتحليلِ الأمورِ تحليلًا بعيدًا عن مفاهيمِ العقيدةِ وشُمولِها، كُلُّ ذلك يفعَلُه الدَّاعي استجابةً لرغَباتِ النَّاسِ، أو لرغبةٍ في نفسِه هو، وهذا النَّهجُ خَطَأٌ؛ لأنَّ الدَّاعيَ لا يأتي بشيءٍ جديدٍ لا يعرِفُه النَّاسُ، بل قد يناقِشونه فيما يقولُه ويدَّعيه، فينجَرُّ الدَّاعي إلى أمورٍ بعيدةٍ عن أصلِ الدَّاءِ والدَّواءِ، وهو الانحرافُ عن العقيدةِ الإسلاميَّةِ، ولُزومِ تعميقِ معانيها في النُّفوسِ، ونتيجةُ ذلك بقاءُ أصلِ الدَّاءِ، والسَّيرُ في البناءِ من السَّطحِ أو بلا أساسٍ) [2129] ((أصول الدعوة)) (ص: 425). .
6- الرَّغبةُ في طَلَبِ رئاسةٍ؛ فبعضُ النَّاسِ يريدُ أن يرى النَّاسُ عِلمَه وفصاحتَه بالرِّئاسةِ، فيدفَعُ ذلك صاحِبَه إلى التَّباهي بما فيه وما ليس فيه.
7- قِلَّةُ العِلمِ:
قال المُناويُّ: (كثرةُ الكلامِ تتولَّدُ عن أمرينِ: إمَّا طَلَبُ رئاسةٍ يريدُ أن يرى النَّاسُ عِلمَه وفصاحتَه، وإمَّا قِلَّةُ العِلمِ بما يجِبُ عليه في الكلامِ) [2130] ((فيض القدير)) (4/350). .
8- الصُّحبةُ السَّيِّئةُ.
9- ضَعفُ الوازِعِ الدِّينيِّ.

انظر أيضا: