موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- في الشِّعرِ


- قال كُشاجِمٌ:
تشبَّهَ في النَّحوِ بالأخفَشَينِ
فجاء بأُعجوبةٍ مُطْرِفَهْ
ولم يسمَعِ النَّحوَ لكِنَّه
قرا منه شيئًا وقد صَحَّفَهْ
فإنْ لم يكُنْ أخفَشَ النَّاظِرَينِ
فإنَّ الفتى أخفَشَ المعرِفَهْ [1674] ((محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء)) للراغب (1/ 63). والخَفَشُ: صِغَرُ العينينِ وضَعفٌ في البَصَرِ، والذَّكَرُ: أخفَشُ. يُنظَر: ((المصباح المنير)) للفيومي (1/ 175).
- وقال أبو العتاهيةِ:
أشَدُّ النَّاسِ للِعلمِ ادِّعاءً
أقلُّهم بما هو فيه عِلمَا [1675] ((ديوان أبو العتاهية)) (ص: 402).
- وقال الصُّوليُّ:
يَشرَعُ في أكثَرِ العُلومِ ولا
يَعرِفُ منها أقلَّها خَطَرَا
ويدَّعي الحِفظَ للقُرانِ ولا
يقومُ بـ"الحَمدُ" وَحْدَها نَظَرَا [1676] ((محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء)) للراغب (1/ 64).
- وقال الشَّاعرُ:
كلُّ مَن يدَّعي بما ليس فيه
كذَّبَتْه شواهِدُ الامتحانِ [1677] ((محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء)) للراغب (1/ 64).
-وقيل:
لو قيل كم خَمسٌ وخَمسٌ لارتأى
يومًا وليلتَه يَعُدُّ ويَحسُبُ
يرمي بمُقلتِه السَّماءَ مُفكِّرًا
ويظَلُّ يرسُمُ في التُّرابِ ويكتُبُ
ويقولُ مُعضِلةٌ عظيمٌ أمرُها
ولئِنْ فَهِمتُ فإنَّ فهمي أعجَبُ
حتَّى إذا خدَرَت [1678] استرخَت فلا تطيقُ الحركةَ. يُنظَر: ((المصباح المنير)) للفيومي (1/ 165). أنامِلُ كَفِّه
عدا وكادت عينُه تتصَوَّبُ
أوفى على نَشَزٍ [1679] أي: مرتَفِعٌ من الأرضِ. يُنظَر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/605). وقال: ألا اسمَعوا
قد كِدتُ مِن طَرَبٍ أُجَنُّ وأُسلَبُ
خمسٌ وخمسٌ سِتةٌ أو سبعةٌ
قولانِ قالهما الخليلُ وثَعلَبُ
فيه خلافٌ ظاهِرٌ ومذاهبٌ
لكِنَّ مَذهَبنا أصحُّ وأصوَبُ
وخواطِرُ الحِسابِ فيها كثرةٌ
وأظنُّ قولي فيهم لا يَكذِبُ [1680] ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 279).
- وقال أبو حيَّانَ:
يظُنُّ الغُمْرُ [1681] ورجُلٌ غُمْرٌ: أي: لم يجَرِّبِ الأمورَ. يُنظَر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 453). أنَّ الكُتْبَ تَهدي
أخَا فَهمٍ لإدراكِ العُلومِ
وما يدري الجَهولُ بأنَّ فيها
غوامِضَ حَيَّرَت عقلَ الفهيمِ
إذا رُمْتَ العلومَ بغيرِ شَيخٍ
ضلَلْتَ عن الصِّراطِ المستقيمِ
وتلتَبِسُ العلومُ عليك حتَّى
تصيرَ أضَلَّ من تُوما الحكيمِ [1682] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 125).
وقال بعضُهم:
إذا لم تكُنْ حافِظًا واعِيًا
فجَمْعُك للكُتْبِ لا ينفَعُ
وتحضُرُ بالجَهلِ في موضِعٍ
وعِلمُك في الكتُبِ مُستودَعُ
ومَن كان في عُمُرِه هكذا
يكُنْ دَهْرَه القَهْقَرى يَرجِعُ [1683] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 126). والقَهقَرى: الرُّجوعُ إلى الخَلفِ. يُنظَر: ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (4/ 458).
ومن المشهورِ:
فدَعْ عنك الكتابةَ لستَ منها
ولو سوَّدْتَ وَجْهَك بالمِدادِ
وللعُلومِ رِجالٌ يُعرَفون بها
وللدواوينِ كُتَّابٌ وحُسَّابُ [1684] ((الآداب الشرعية)) لابن مفلح (2/ 126).

انظر أيضا: