موسوعة الأخلاق والسلوك

خامسًا: مظاهِرُ وصُوَرُ التَّعالُمِ


1- التَّعالُمُ في الفُتيا:
قال ابنُ القَيِّمِ: (قَلَّ من حرَص على الفتوى، وسابَق إليها وثابَر عليها، إلَّا قَلَّ توفيقُه، واضطرب في أمرِه... وقال بِشرٌ الحافي: من أحَبَّ أن يُسألَ فليس بأهلٍ أن يُسأَلَ... وذكَر عن مالكٍ قال: أخبَرَني رجلٌ أنَّه دخَل على ربيعةَ فوَجَده يبكي، فقال: ما يُبكيكَ، أمُصيبةٌ دخَلَتْ عليك؟ وارتاع لبُكائِه، فقال: لا، ولكِنِ استُفتيَ مَن لا عِلمَ له، وظهَر في الإسلامِ أمرٌ عظيمٌ) [1651] ((بدائع الفوائد)) (3/ 1286، 1287). .
2- التَّعالُمُ في التَّأليفِ والتَّصنيفِ:
 (فيخوضُ المتعالِمُ غِمارَ التَّأليفِ فيما وصَل إليه الأكابرُ بَعدَ قَطعِ السِّنينَ، والتَّأليفُ المقبولُ لا بُدَّ أن يكونَ بقَلَمِ من اتَّسَعت مدارِكُه، وطال جِدُّه وطَلَبُه، والصَّنعةُ بصانعِها الحاذِقِ، ومُعَلِّمِها البارِعِ) [1652] ((التعالم وأثره على الفكر والكتاب)) لبكر أبو زيد (ص: 81). .
3- نَفخُ الكُتُبِ بالتَّرَفِ العِلميِّ والتَّطويلِ الذي ليس فيه مِن طائلٍ.
فـ(مِن التَّعالُمِ نَفخُ الكُتُبِ بالتَّرَفِ العِلميِّ والتَّطويلِ الذي ليس فيه مِن طائلٍ، وذلك في أعقابِ ثورةِ الإنتاجِ الطِّباعيِّ، تحتَ شِعارِ التَّحقيقِ والتَّنقيحِ وغيرِه، ومن مظاهِرِه: الإثقالُ بالحواشي والتَّعليقاتِ، التَّرجمةُ للمُبَرِّزين من الصَّحابةِ والتَّابعين، التَّعريفُ بالمواضِعِ المشهورةِ، كمَكَّةَ والمدينةِ، وغيرُه ممَّا هو تحصيلُ حاصلٍ لا يفيدُ النَّاظِرَ في موضِعِ الكتابِ) [1653] ((التعالم وأثره على الفكر والكتاب)) لبكر أبو زيد (ص: 76). .
4- الجُرأةُ على نَقدِ الكُتُبِ والرِّجالِ بغيرِ وَجهِ حَقٍّ.
5- التَّصدُّرُ للتَّدريسِ قَبلَ التَّأهُّلِ.
6- التَّصدُّرُ للوَعظِ والتَّذكيرِ دونَ تأهُّلٍ.
7- اتِّساعُ الدَّعوى، وسُرعةُ الحُكمِ بلا استقراءٍ، والنَّفيُ بلا إحاطةٍ [1654] ((التعالم)) لبكر أبو زيد (ص: 58). .

انظر أيضا: