موسوعة الأخلاق والسلوك

سابعًا: أسبابُ الوُقوعِ في التَّسَرُّعِ والتَّهَوُّرِ والعَجَلةِ


1- الغَضَبُ والحُزنُ الشَّديدُ، قال ابنُ حَجَرٍ: (الغَضَبُ والحُزنُ يحمِلُ الرَّجُلَ الوقورَ على تَركِ التَّأنِّي المألوفِ منه) [1560] ((فتح الباري)) لابن حجر (9/279). .
وقال ابنُ الجَوزيِّ: (أشَدُّ النَّاسِ تفريطًا مَن عَمِل مبادرةً في واقعةٍ من غيرِ تثَبُّتٍ ولا استشارةٍ، خُصوصًا فيما يوجِبُه الغَضَبُ؛ فإنَّه طَلَبُ الهلاكِ أو النَّدَمُ العظيمُ. وكم مَن غَضِب فقَتَل وضَرَب، ثمَّ لَمَّا سكَن غَضَبُه بَقِيَ طولَ دَهرِه في الحُزنِ والبكاءِ والنَّدَمِ! والغالِبُ في القاتِلِ أنَّه يُقتَلُ، فتفوتُه الدُّنيا والآخِرةُ [1561] ((صيد الخاطر)) (1/385). .
2- استِسلامُ الإنسانِ لِما جُبِل عليه من العَجَلةِ دونَ مجاهدةِ نَفسِه وإلزامِها التَّأنِّيَ والتَّروِّيَ في الأمورِ.
3- التَّفريطُ، فإذا فَرَّط المرءُ فيما ينبغي له القيامُ به، فإنَّه يُضطَرُّ للقيامِ به على وَجهِ السُّرعةِ والعَجَلةِ، حتَّى يتدارَكَ الأمرَ، وربَّما لا يحصُلُ له مقصودُه.
4- إجابةُ داعي الشَّهَواتِ، وقد يكونُ في إجابتِه الهلاكُ، فكم من شَهوةٍ أورَثَت حُزنًا وندامةً!
5- تركُ استِشارةِ ذوي الخِبرةِ في أمورٍ يجهَلُها، وهذا الجَهلُ يجعَلُ الإنسانَ لا يحسِنُ التَّعامُلَ مع الأمورِ، فرُبَّما يَعجَلُ فيما حقُّه التَّأنِّي، أو يتأنَّى فيما حقُّه التَّعَجُّلُ، وهكذا.

انظر أيضا: