موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ البَطَرِ وبَعضِ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ البَطَرِ والأشَرِ والفرَحِ والطَّرَبِ
قيل: الأشَرُ والبَطَرُ كِلاهما بمَعنًى؛ فالأشَرُ هو البَطَرُ، وقيل: الأشَرُ أشَدُّ البَطَرِ. وقيل: الأشَرُ: الفرَحُ والغُرورُ. والبَطَرُ أبلغُ من الفرَحِ؛ إذ الفرَحُ وإن كان مَذمومًا غالبًا فقد يُحمَدُ على قَدرِ ما يَجِبُ، وفي المَوضِعِ الذي يَجِبُ؛ وذلك لأنَّ الفرَحَ قد يَكونُ من سُرورٍ بحَسَبِ قَضيَّةِ العَقلِ. والأشَرُ لا يَكونُ إلَّا فرَحًا بحَسَبِ قَضيَّةِ الهَوى. والبَطَرُ يُقارِبُه الطَّرَبُ، وهو خِفَّةٌ أكثَرُ ما يَعتَري من الفرَحِ [1152] يُنظر: ((المفردات في غريب القرآن)) للراغب (ص: 129)، ((مشارق الأنوار على صحاح الآثار)) للقاضي عياض (1/ 49)، ((التوقيف على مهمات التعاريف)) للمناوي (ص: 52، 79)، ((مجمع بحار الأنوار)) للصديقي (1/ 60)، ((تاج العروس)) للزبيدي (10/ 53). .
الفَرقُ بَينَ بَطَرِ النِّعمةِ وكُفرِ النِّعمةِ:
الفَرقُ بَينَ بَطَرِ النِّعمةِ وكُفرِ النِّعمةِ: (أنَّ قَولَك: بَطِرَها، يُفيدُ أنَّه عَظَّمَها وبَغى فيها. وكَفَرَها: يُفيدُ أنَّه عَظَّمَها فقَط، وأصلُ البَطَرِ الشَّقُّ، ومنه قيل للبَيطارِ: بَيطارٌ، وقد بَطَرتُ الشَّيءَ، أي: شَقَقتُه، وأهلُ اللُّغةِ يَقولونَ: البَطَرُ: سوءُ استِعمالِ النِّعمةِ، وكذلك جاءَ في تَفسيرِ قَولِه تعالى: بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا [القصص: 58] وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ [1153] ((الفروق اللغوية)) للعسكري (1/103). [الأنفال: 47] .

انظر أيضا: