موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: مَعنى البَطَرِ لُغةً واصطِلاحًا


مَعنى البَطَرِ لُغةً:
البَطَرُ: الأشَرُ، وهو شِدَّة المَرَحِ، وقيل: التَّبَختُرُ، وقيل: قِلَّة احتِمالِ النِّعمةِ، وقيل: البَطَرُ: الدَّهَشُ والحَيرةُ. وهو الأشَرُ وغَمطُ النِّعمةِ، وأبطَره، أي: أدهَشَه، وقيل: البَطَرُ الطُّغيانُ في النِّعمةِ، وقيل: هو كَراهةُ الشَّيءِ من غَيرِ أن يَستَحِقَّ الكَراهيةَ، يُقالُ: بَطِر بَطَرًا فهو بَطِرٌ. و(بطر) أصلٌ واحِدٌ، وهو الشَّقُّ، وسُمِّيَ البَيطارُ لذلك [1142] ينظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/262)، ((الصحاح)) للجوهرى (1/46)، ((المحيط فى اللغة)) للصاحب بن عباد (2/319) لسان العرب لابن منظور (4/68). .
مَعنى البَطَرِ اصطِلاحًا:
قيل: البَطَرُ: دَهَشٌ يَعتَري الإنسانَ من سوءِ احتِمالِ النِّعمةِ وقِلَّة القيامِ بحَقِّها، وصَرفِها إلى غَيرِ وَجهِها [1143] ((مفردات القرآن)) للراغب (1/129). .
وقيل: البَطَرُ: الطُّغيانُ في النِّعمةِ وتَركُ شُكرِها [1144] ((معالم التنزيل في تفسير القرآن)) للبغوي (3/365). .
أو الطُّغيانُ عِندَ النِّعمةِ وطولِ الغِنى [1145] ((لسان العرب)) لابن منظور (4/ 69). ، وهو احتِمالُ الغِنى وتَركُ الشُّكرِ للهِ، المانِعِ من الزَّهوِ والتَّكَبُّرِ والإعجابِ بما صَنَعَه اللهُ له ووهبَه إيَّاه [1146] ((تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم)) لابن فتوح الحميدي (ص: 346). .
 وقيل: البَطَرُ في الأصلِ: الطُّغيانُ بالنِّعمةِ أو عندَ النِّعْمةِ. وقيل: هو كراهِية الشَّيءِ من غيرِ أن يَستَحِقَّ الكراهةَ [1147] ((تاج العروس)) للزبيدى (1/2525). .
وقيل: البَطَرُ سوءُ احتِمالِ الغِنى، وهو ألَّا يَحفظَ حَقَّ اللهِ تعالى فيه [1148] ((مفاتيح الغيب)) للرازي (25/7). .
وقيل: البَطَرُ: النَّشاطُ للنِّعمةِ والفرَحُ بها ومُقابلةُ النِّعمةِ بالتَّكَبُّرِ والخُيَلاءِ، والفَخرِ بها، وكُفرانِها بعَدَمِ شُكرِها [1149] ((تاج العروس)) للزبيدي (10/ 53). .
وقيل: البَطَرُ: التَّكَبُّرُ. ولأنَّ البَطَرَ هو التَّكَبُّرُ، يَستَلزِمُ عَدَمَ الاعتِرافِ بما يُسدى إليه من الخَيرِ [1150] ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (20/82). .
والصَّبرُ إن كان في حالِ الغِنى يُسَمَّى ضَبطَ النَّفسِ، وتُضادُّه حالةٌ تُسَمَّى البَطَرَ [1151] ((كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم)) للتهانوي (2/ 1059). .

انظر أيضا: