موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


- قال ابنُ السَّاعاتيِّ:
تَوَقَّ حُدودَ البَغيِ يومَ تَنازُعٍ
وكُنْ ذا اقتِصادٍ حينَ تَرضى وتَسخَطُ
ولا تَحقِرَنْ شَيئًا وإنْ قَلَّ قَدرُهُ
فإنَّ ثَمينَ الدُّرِّ بالسِّلكِ يُضبَطُ
ونَفسَك فاحذَرْها ولا تُعطِها هَوًى
هَوى النَّفسِ في الدُّنيا عَدوٌّ مُسَلَّطُ [170] ((ديوان ابن الساعاتي)) (1/ 137).
- وقال أبو العَلاءِ المُعَرِّي:
فدارِ خَصْمَك إن حَقٌّ أنارَ له
ولا تُنازِعْ بتَمويهٍ وإجلابِ
وحُبُّ دُنياك طَبعٌ في المُقيمِ بها
 فقد مُنِيتَ بقِرنٍ مِنه غَلَّابِ
لمَّا رَأيتُ سَجايا العَصرِ تُرخِصُني
رَدَدتُ قدْري إلى صَبري فإغلابي [171] ((ديوان أبي العلاء المعري)) (1/ 123).
- وقال المُتَنَبِّي:
ونَفسٌ لا تُجيبُ إلى خَسيسٍ
وعَينٌ لا تُدارُ على نَظيرِ
وكفٌّ لا تُنازِعُ مَن أتاني
يُنازِعُني سِوى شَرَفي وخَيري [172] ((ديوان المتنبي)) (ص: 168).
- أوصى عَبدُ المَلِكِ بنُ مَروانَ عِندَ مَوتِه بَنيه لمَّا رَأى أنَّ الرَّحِمَ لا تَنفعُهم إلَّا بالتَّآلُفِ والتَّوازُرِ، والقَرابةُ لا يحفَظُها إلَّا التَّودُّدُ والتَّناصُرُ، وأنشَدَهم مُتَمَثِّلًا:
انفُوا الضَّغائِنَ والتَّحاسُدَ بَينَكم
عِندَ المَغيبِ وفي حُضورِ المَشهَدِ
بصَلاحِ ذاتِ البَينِ طولُ بَقائِكم
إنْ مُدَّ في عُمري وإن لم يُمدَدِ
فلمِثلِ رَيبِ الدَّهرِ ألَّف بَينَكم
بتَواصُلٍ وتَراحُمٍ وتَودُّدِ
إنَّ القِدَاحَ إذا اجتَمَعْنَ فرامَها
بالكَسرِ ذو حَنَقٍ وبَطشِ أَيِّدِ
عَزَّت فلم تُكسَرْ وإن هي بُدِّدَت
فالوَهْنُ والتَّكسيرُ للمُتَبَدِّدِ [173] يُنظَر: ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (1/ 378، 379)، ((التذكرة)) لابن حمدون (4/ 355)، ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/ 31).
- وقال أكثَمُ بنُ صَيفيٍّ، يحُثُّ أبناءَه على الاجتِماعِ ونَبذِ الفُرقةِ والاختِلافِ والتَّنازُعِ:
كونوا جَميعًا يا بَنيَّ إذا اعتَرى
خَطْبٌ ولا تَتَفرَّقوا آحادَا
تَأبى القِدَاحُ إذا اجتَمَعْنَ تَكسُّرًا
وإذا افتَرَقنَ تَكسَّرَت أفرادَا [174] ((مجاني الأدب)) لرزق الله شيخو (2/145). .
- وقال عبيدٌ العَنبَريُّ:
إذا ما أرادَ اللهُ ذُلَّ قَبيلةٍ
رَماها بتَشتيتِ الهَوى والتَّخاذُلِ [175] ((الدر الفريد وبيت القصيد)) لمحمد بن أيدمر (3/155). .
-وقال يامِضٌ الكِلابيُّ:
ألم تَرَ أنَّ جَمعَ القَومِ يُخشى
وأنَّ حَريمَ واحِدِهم مُباحُ
وأنَّ القدحَ حين يكونُ فَردًا
فيُهصَرُ لا يكونُ له اقتِداحُ [176] ((محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء)) للراغب الأصفهاني (1/ 333). .
- وقال مُحَمَّدٌ الفُراتيُّ:
إنَّ التَّفرُّقَ داءٌ مُعضِلٌ أبَدًا
في العُرْبِ أعيا على الدَّهرِ المُداوينا [177] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي)) لأحمد قبش (ص: 542). .
- وقال إسماعيلُ بنُ يَسارٍ:
فدَعْ عنك المِراءَ ولا تُرِدْه
لقِلَّةِ خَيرِ أسبابِ المِراءِ
وأيقِنْ أنَّ مَن مارى أخاه
تَعرَّضَ مِن أخيه للِّحاءِ
ولا تَبغِ الخِلافَ فإنَّ فيه
 تَفرُّقَ مِن ذَواتِ الأصفياءِ [178] ((حماسة البحتري)) (ص: 490).

انظر أيضا: