موسوعة الأخلاق والسلوك

حادي عشَرَ: مسائِلُ مُتفرِّقةٌ


عن عائِشةَ قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يستأذِنُنا إذا كان في يومٍ للمرأةِ مِنَّا، بَعدَما نزلَت: تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ [الأحزاب: 51] ، فقالت لها مُعاذةُ: فما كنْتِ تقولينَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا استأذَنكِ؟ قالت: كنْتُ أقولُ: إن كان ذاك إليَّ لم أُوثِرْ أحدًا على نَفسي) [51] أخرجه مسلم (1476). .
قال النَّوَويُّ: (قولُها: «إن كان ذلك إليَّ لم أُوثِرْ على نفسي أحدًا» هذه المُنافَسةُ فيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليست لمُجرَّدِ الاستِمتاعِ، ولمُطلَقِ العِشرةِ وشَهواتِ النُّفوسِ وحُظوظِها التي تكونُ مِن بعضِ النَّاسِ، بل هي مُنافَسةٌ في أمورِ الآخِرةِ والقُربِ مِن سيِّدِ الأوَّلينَ والآخِرينَ، والرَّغبةِ فيه وفي خِدمتِه ومُعاشَرتِه والاستفادةِ منه، وفي قضاءِ حُقوقِه وحوائِجِه، وتَوَقُّعِ نُزولِ الرَّحمةِ والوَحيِ عليه عندَها، ونَحوِ ذلك، ومِثلُ هذا حديثُ ابنِ عبَّاسٍ وقَولُه في القَدَحِ: «لا أُوثِرُ بنصيبي مِنك أحدًا»، ونظائِرُ ذلك كثيرةٌ) [52] ((شرح النووي على مسلم)) (10/ 79). .

انظر أيضا: