موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


- يُقالُ في المَثلِ: أوفى من فكيهةَ:
وهي امرَأةٌ من بَني قَيسِ بنِ ثَعلبةَ كان من وفائِها أنَّ السُّلَيكَ بنَ سَلكةَ غَزا بَكرَ بنَ وائِلٍ، فلم يجِدْ غَفلةً يلتَمِسُها، فخَرَجَ جَماعةٌ من بَكرٍ، فوجَدوا أثَرَ قدَمٍ على الماءِ، فقالوا: إنَّ هذا الأثَرَ قدَمٌ ورَدَ الماءَ. فقَصدوا له، فلمَّا وافى حَمَلوا عليه فعَدا حتَّى ولجَ قُبَّةَ فكيهةَ فاستَجارَ بها، فأدخَلَتْه تَحتَ دِرعِها، فانتَزَعوا خِمارَها، فنادَت إخوَتَها، فجاءوا عَشَرةً، فمَنعوهم منها [9690] ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص: 47). .
- ويُقال: أوفى من أمِّ جَميلٍ:
وهي من رَهطِ ابنِ أبي بُردةَ من دَوسٍ، وكان من وفائِها أنَّ هشامَ بنَ الوليدِ بنِ المُغيرةِ المَخزوميَّ قَتَل رَجُلًا من الأزدِ، فبَلغَ ذلك قَومَه بالسَّراةِ، فوثَبوا على ضِرارِ بنِ الخَطَّاب الفِهريِّ ليقتُلوه، فعَدا حتَّى دَخَل بَيتَ أُمٍّ جَميلٍ وعاذَ بها، فقامَت في وُجوهِهم، ودَعَت قَومَها فمَنعوه لها [9691] ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص: 47). .
- ويُقال: أوفى من السَّمَوْءَلِ بنِ عادِيا [9692] تقدَّمت قصَّتُه في النَّماذجِ. .
- ويُقال: أوفى من الحارِثِ بنِ عَبَّادٍ:
وكان من وفائِه أنَّه أسَرَ عَديَّ بنَ رَبيعةَ ولم يعرِفْه، فقال له: دُلَّني على عَديِّ بنِ رَبيعةَ ولك الأمانُ، فقال: أنا آمِنٌ إن دَللتُك عليه؟ قال: نَعَم. قال: فأنا عَديُّ بنُ رَبيعةَ! فخَلَّاه [9693] ((المحاسن والأضداد)) للجاحظ (ص: 48). .
- ويُقال: (هو أعَزُّ من الوَفاءِ) [9694] ((الأمثال المولدة)) للخوارزمي (ص: 280). .
- قال أبو مسعودٍ الخشناميُّ:
وتأمُلُ من بني الدُّنيا وفاءً
وما شيءٌ أعَزَّ من الوفاءِ [9695] ((يتيمة الدهر)) للثعالبي (5/ 199).
- وقال عليُّ بنُ الجَهمِ:
وجرَّبْنا وجَرَّب أوَّلونا
ولا شيءٌ أعَزُّ من الوفاءِ [9696] ((الدر الفريد وبيت القصيد)) للمستعصمي (5/ 450).
- وقال بعضُهم:
اشدُدْ يديك بمن بلَوتَ وفاءَه
إنَّ الوفاءَ مِن الرِّجالِ عزيزُ [9697] يُنظَر: ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) للزمخشري (5/ 300)، ((المستطرف في كل فن مستطرف)) للأبشيهي (ص: 212).
- وقال آخَرُ:
إذا قيل في الدُّنيا خليلٌ فقُلْ نعَمْ
خليلٌ اسمُ شَخصٍ لا خليلُ وَفاءِ [9698] ((السحر الحلال في الحكم والأمثال)) لأحمد الهاشمي (ص: 3).
- (وقالت الحُكماءُ: لا شَيءَ أضيَعُ من مَودَّةِ مَن لا وفاءَ له، واصطِناعِ مَن لا شُكرَ عِندَه، والكريمُ يَوَدُّ الكريمَ عن لُقيةٍ واحِدةٍ، واللَّئيمُ لا يَصِلُ أحَدًا إلَّا عن رَغبةٍ أو رَهبةٍ) [9699] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/345). .
- (وأوصَت أعرابيَّةٌ ابنًا لها، فقالت: يا بُنَيَّ، اعلَمْ أنَّه من اعتَقدَ الوفاءَ والسَّخاءَ فقد استَجادَ الحُلَّةَ برَبطَتِها وسِربالِها) [9700] ((ربيع الأبرار)) للزمخشري (5/299، 300). .
- وقال بَعضُ الحُكماءِ: (من لم يفِ للإخوانِ كان مَغموزَ النَّسَبِ) [9701] ((آداب العشرة)) لبدر الدين الغزي (ص: 52). .
- و(كان يُقالُ: كما يُتَوخَّى للوديعةِ أهلُ الأمانةِ والثِّقةِ، كذلك ينبَغي أن يُتَوخَّى بالمَعروفِ أهلُ الوفاءِ والشُّكرِ) [9702] ((الآداب الشرعية)) لابن مُفلِح (ص: 292). .



انظر أيضا: