موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من الشِّعرِ


1- قال الشَّاعِرُ:
ذهب الوفاءُ ذَهابَ أمسِ الذَّاهِبِ
فالنَّاسُ بينَ مُخاتِلٍ [9674] أي: مخادِعٍ. يقالُ: خاتَلَه مخاتَلةً: خادعه وراوغَه. يُنظَر: ((تاج العروس)) للزبيدي (28/ 395). ومُوارِبِ [9675] المواربةُ: المكاتمةُ والمخادعةُ والمداهاةُ. يُنظَر: ((العين)) للفراهيدي (8/ 285)، ((جمهرة اللغة)) لابن دريد (1/ 331).
يغشون بينهم المودَّةَ والصَّفا
وقلوبُهم محشوَّةٌ بعقارِبِ [9676] ((غرر الخصائص الواضحة)) لمحمد بن إبراهيم بن يحيى (ص: 587).
2- وقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ:
مات الوفاءُ فلا رِفدٌ ولا طَمَعُ
في النَّاسِ لم يَبقَ إلَّا اليأسُ والجَزَعُ
فاصبِرْ على ثقةٍ باللهِ وارضَ به
فاللهُ أكرَمُ مَن يُرجى ويُتَّبَعُ [9677] ((ديوان الإمام علي)) (64).
3- وقال زُهَيرُ بنُ أبي سُلمى:
ومَن يُوفِ لا يُذمَمْ [9678] أي: ومن أوفى بعَهدِه لم يلحَقْه ذَمٌّ. يُنظَر: ((شرح المعلقات السبع)) للزوزني (ص: 150). ومَن يَهدِ قَلبَه
إلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يتجمجَمِ [9679] ((ديوان زهير بن أبي سلمى)) (1/ 70). أي: من يَصِرْ قلبُه إلى فضاءٍ مِن البرِّ ليس دونَه سِترٌ، لم يشتَبِهْ أمرُه عليه؛ فيتجمجَمَ أي: يتردَّدَ فيه. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/ 157).
4- وقال عليُّ بنُ مقربٍ:
لا تركنَنْ إلى من لا وفاءَ له
الذِّئبُ مِن طَبعِه إن يقتَدِرْ يَثِبِ [9680] ((ديوان ابن المقرب)) (ص: 83).
5- وقال آخَرُ:
عِشْ ألفَ عامٍ للوفاءِ وقلَّما
ساد امرؤٌ إلَّا بحِفظِ وفائِه
لصلاحِ فاسِدِه وشَعبِ صُدوعِه
وبيانِ مُشكِلِه وكَشفِ غِطائِه [9681] ((دمية القصر وعصرة أهل العصر)) للباخرزي (1/ 658).
6- وقال آخَرُ:
إنَّ الوفاءَ على الكريمِ فريضةٌ
واللُّؤمُ مقرونٌ بذي الإخلافِ
وترى الكريمَ لمن يعاشِرُ منصِفًا
وترى اللَّئيمَ مجانِبَ الإنصافِ [9682] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 255).
7- وقال آخَرُ:
ذهب التَّكرُّمُ والوفاءُ من الورى
وتصَرَّما إلَّا من الأشعارِ
وفشَت خياناتُ الثِّقاتِ وغيرِهم
حتَّى اتهَمْنا رؤيةَ الأبصارِ [9683] ((الآداب الشرعية والمنح المرعية)) لابن مُفلِح (3/ 564).
8- وقال الرِّياشيُّ:
إذا ذهبَ التَّكرُّمُ والوفاءُ
وباد رجالُه وبقيَ الغُثاءُ
وأسلَمَني الزَّمانُ إلى رجالٍ
كأمثالِ الذِّئابِ لها عواءُ
صديقٌ كلَّما استغنيتُ عنهم
وأعداءٌ إذا جَهَد البَلاءُ
إذا ما جِئتُهم يتدافعوني
كأنِّي أجرَبُ آذاه داءُ
أقولُ ولا أُلامُ على مقالٍ
على الإخوانِ كُلِّهم العَفاءُ [9684] ((العقد الفريد)) لابن عبد ربه (2/191).
9- وقال آخَرُ:
إذا قُلتَ في شَيءٍ نَعَم فأتِمَّه
فإنَّ نَعَمْ دَينٌ على الحُرِّ واجِبُ
وإلَّا فقُلْ: لا، تسترِحْ وتُرِحْ بها
لئلَّا يقولَ النَّاسُ إنَّك كاذِبٌ [9685] ((المستطرف)) للأبشيهي (207).
10 - وقال آخَرُ:
لا كلَّف اللهُ نفسًا فوقَ طاقتِها
ولا تجودُ يَدٌ إلَّا بما تجِدُ
فلا تَعِدْ عِدةً إلَّا وفيتَ بها
واحذَرْ خِلافَ مَقالٍ للذي تَعِدُ [9686] ((المستطرف)) للأبشيهي (207).
11- وقال أبو العلاءِ المَعَرِّيُّ:
تجنَّبِ الوَعدَ يومًا أن تفوهَ به
فإنْ وعَدْتَ فلا يَذمُمْك إنجازُ
واصمُتْ فإنَّ كلامَ المرءِ يُهلِكُه
وإن نطَقْتَ فإفصاحٌ وإيجازُ
وإن عجَزتَ عن الخيراتِ تفعَلُها
فلا يكُنْ دونَ تَركِ الشَّرِّ إعجازُ [9687] ((اللزوميات)) (2/4).
12- وقال المثقَّبُ العَبديُّ:
لا تقولَنْ إذا ما لم تُرِدْ
أن تُتِمَّ الوعدَ في شيءٍ: نَعَمْ
حَسَنٌ قَولُ "نعم" من بعدِ "لا" ...
وقبيحٌ قَولُ "لا" بعدَ "نعمْ"
إنَّ "لا" بعدَ "نعم" فاحِشةٌ
فـ"بلا" فابدأْ إذا خِفتَ النَّدَمْ
فإذا قُلتَ "نعم" فاصبِرْ لها
بنجاحِ الوَعدِ إنَّ الخُلفَ ذَمّْ
واعلَمْ انَّ الذَّمَّ نقصٌ للفتى
ومتى لا يَتَّقِ الذَّمَ يُذَمّْ [9688] ((ديوان المثقب العبدي)) (ص: 227، 228).
13- وقال أحمد شوقي:
إنَّ
من حازه حاز المحامِدَ أجمعَا



انظر أيضا: